سوالف

إرث الأمير خليفة بن سلمان العظيم للأمة العربية

| أسامة الماجد

من‭ ‬يشاهد‭ ‬الأحداث‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬اليوم،‭ ‬يستذكر‭ ‬القائد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬اقترنت‭ ‬باسمه‭ ‬الحكمة‭ ‬وبعد‭ ‬النظر،‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬العرب‭ ‬صورة‭ ‬مرسومة‭ ‬بخطوط‭ ‬عريضة‭ ‬لما‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مخطط‭ ‬له،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬يتحدث‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬مجلسه‭ ‬الأسبوعي‭ ‬عن‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬والمتغيرات‭ ‬الدولية‭ ‬ومجموعة‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وكان‭ ‬يعرف‭ ‬بحكمته‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬غرس‭ ‬أظفاره‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وانعكاساته‭ ‬وآثاره‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭.‬

حينما‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يقوله‭ ‬لنا‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬سنكتشف‭ ‬الوضع‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬يتطابق‭ ‬مع‭ ‬آرائه‭ ‬وملاحظاته‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬والمفاهيم،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬يريد‭ ‬للوطن‭ ‬العربي‭ ‬وزنا‭ ‬نوعيا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬العالمية،‭ ‬وكان‭ ‬يؤكد‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬المستقبل‭ ‬العربي‭ ‬الواحد‭ ‬والتضامن‭ ‬واليقظة،‭ ‬والطريق‭ ‬السليم‭ ‬والفعال‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا،‭ ‬لأن‭ ‬القوة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬الكفيلة‭ ‬بحماية‭ ‬أراضينا‭ ‬والتصدي‭ ‬للقوى‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتفتيت‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬فالكيان‭ ‬العربي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وسلامة‭ ‬شعوبنا‭ ‬وحماية‭ ‬مصير‭ ‬الأمة‭.‬

كانت‭ ‬قراءات‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ذات‭ ‬خصوصية‭ ‬متميزة،‭ ‬خارطة‭ ‬يفتحها‭ ‬أمامك‭ ‬لتنظر‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬وما‭ ‬سيحدث،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يدرك‭ ‬بصادق‭ ‬حدسه‭ ‬الأطماع‭ ‬والمؤامرات‭ ‬التي‭ ‬تحاك‭ ‬وتلف‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬مخاطر‭ ‬واضحة‭ ‬واندفاعات‭ ‬تدميرية‭ ‬مخربة،‭ ‬وجزء‭ ‬منها‭ ‬سمعتها‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬اليوم،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬للعرب‭ ‬قائدا‭ ‬عظيما‭ ‬وكبيرا‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والتحليل‭ ‬والعرض‭ ‬وقراءة‭ ‬الصورة‭ ‬بكامل‭ ‬جوانبها،‭ ‬قائد‭ ‬نهلت‭ ‬وستنهل‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬معينه‭ ‬وتفيد‭ ‬من‭ ‬دروسه‭ ‬البليغة‭ ‬وعبره‭.‬

رحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬سيدي‭ ‬وأسكنك‭ ‬فسيج‭ ‬جناته،‭ ‬وإرثك‭ ‬العظيم‭ ‬سيبقى‭ ‬دائما‭ ‬طاقة‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بأكملها‭.‬