فجر جديد

الأسر المتعففة تنتظركم

| إبراهيم النهام

‭ ‬بدأ‭ ‬كثيرون‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاستقبال‭ ‬شهر‭ ‬الله‭ ‬الفضيل‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تفصلنا‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬فترة‭ ‬أسبوعين‭ ‬تقريباً،‭ ‬بشراء‭ ‬الأطعمة‭ ‬وتخزينها،‭ ‬ورصد‭ ‬الميزانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتغطية‭ ‬نفقات‭ ‬ثلاثين‭ ‬يوما،‭ ‬بمساجد‭ ‬وجوامع‭ ‬مفتوحة‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬ومنته‭.‬

وأذكر‭ ‬الجميع‭ ‬بمتن‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬بأهمية‭ ‬زيارة‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬ومساعدتها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬والسؤال‭ ‬الدائم‭ ‬عنها‭ ‬وعدم‭ ‬قطيعتها،‭ ‬فهذه‭ ‬الأسر‭ ‬أحق‭ ‬بالزكوات‭ ‬والصدقات‭ ‬وأقرب‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬العطاء‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬فضائل‭ ‬النعم‭ ‬وكبار‭ ‬الخصال‭ ‬الخيرة‭.‬

موقف‭ ‬جميل‭ ‬ذكره‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬“أهتم‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬بشراء‭ ‬“كرتون”‭ ‬من‭ ‬علب‭ ‬الماء‭ ‬البارد،‭ ‬حيث‭ ‬أقوم‭ ‬بالخروج‭ ‬بالسيارة‭ ‬مع‭ ‬ولديّ‭ ‬في‭ ‬“العصريات‭ ‬الحارة”،‭ ‬وأفتح‭ ‬نوافذ‭ ‬السيارة‭ ‬لهما،‭ ‬ليوزعا‭ ‬قنينات‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬عمال‭ ‬الحفريات‭ ‬بالشوارع،‭ ‬وعلى‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬والبسطاء‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬والكمامات‭ ‬بالطبع‭ ‬عليهما”،‭ ‬ويزيد‭ ‬صديقي‭: ‬“سٌقيا‭ ‬الماء‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرة‭ ‬والصدقات‭ ‬الجارية‭ ‬للأموات،‭ ‬ولنا‭ ‬نحن‭ ‬أيضاً،‭ ‬وأشجع‭ ‬هنا‭ ‬بغرس‭ ‬الخصال‭ ‬الخيرة‭ ‬بالأولاد،‭ ‬وتربيتهم‭ ‬عليها،‭ ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬بزمن‭ ‬يغرق‭ ‬بالأفكار‭ ‬الملوثة‭ ‬والمستوردة‭ ‬والمفتتة‭ ‬للقيم‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬والتحصين‭ ‬للأسرة‭ ‬مهم‭ ‬ومطلوب”‭. ‬

كفاءات‭ ‬اقتصادية‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬المتقاعدين،‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬لهم‭ ‬اليوم‭ ‬بطرف‭ ‬عين،‭ ‬وهم‭ ‬جالسون‭ ‬في‭ ‬بيوتهم،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬تنام‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬العام،‭ ‬ونزول‭ ‬في‭ ‬المداخيل‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسببات‭. ‬هذه‭ ‬الكفاءات‭ ‬يجب‭ ‬النظر‭ ‬إليها،‭ ‬والاستعانة‭ ‬بها،‭ ‬والأخذ‭ ‬بمشورتها‭ ‬لأن‭ ‬البحرين‭ ‬أحوج‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬الآن،‭ ‬وهي‭ ‬الركيزة‭ ‬التي‭ ‬ستقوم‭ ‬عليها‭ ‬قائمة‭ ‬الجيل‭ ‬الشبابي‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬يطمح‭ ‬بترك‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬لبلده،‭ ‬وهو‭ ‬أثر‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬بسهولة،‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الخبرات‭ ‬والمهارات‭ ‬التراكمية‭.‬

‭ ‬ساعدت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬إبرام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزيجات،‭ ‬دون‭ ‬التوجه‭ ‬لصرف‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬الحفلات‭ ‬والسفرات‭ ‬الفارغة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬كاهل‭ ‬الزوج‭ ‬الديون‭ ‬الكثيرة‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬قادمة،‭ ‬مقابل‭ ‬إرضاءات‭ ‬لن‭ ‬تتحقق،‭ ‬فالزواج‭ ‬المختصر‭ ‬متوافق‭ ‬مع‭ ‬سنة‭ ‬الله‭ ‬ورسوله،‭ ‬ونأمل‭ ‬استمراره‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬الجائحة،‭ ‬لأن‭ ‬به‭ ‬بركة‭ ‬وتسهيل‭ ‬وتوفيق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬الشابين،‭ ‬بدون‭ ‬البهرجات‭ ‬الزائفة‭ ‬ونفاق‭ ‬المدعوين‭.‬