ستة على ستة

إنجاح المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن

| عطا السيد الشعراوي

في‭ ‬دليل‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬صالح‭ ‬المنطقة‭ ‬وأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يحرك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬قدمت‭ ‬الرياض‭ ‬مبادرة‭ ‬مهمة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وتجاوز‭ ‬الأزمة‭ ‬لمرحلة‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬لأجل‭ ‬تنمية‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الشقيق‭ ‬ورخاء‭ ‬شعبه‭ ‬وازدهاره‭.‬

وحظيت‭ ‬المبادرة‭ ‬السعودية‭ ‬بقبول‭ ‬إقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬واسع‭ ‬يعكس‭ ‬أهميتها‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬توافرت‭ ‬لها‭ ‬البيئة‭ ‬والشروط‭ ‬اللازمة‭ ‬لتفعيلها،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬تجاوب‭ ‬ميلشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬معها‭ ‬وتخليها‭ ‬الفوري‭ ‬عما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬واستهداف‭ ‬للأراضي‭ ‬والمنشآت‭ ‬السعودية‭ ‬وترويع‭ ‬المدنيين‭ ‬الآمنين‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬ثابت‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬العناد‭ ‬الحوثي‭ ‬والتجاوب‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬يرمي‭ ‬لإفشال‭ ‬المبادرة‭ ‬وعدم‭ ‬تهيئة‭ ‬الأجواء‭ ‬للحوار‭ ‬ووضع‭ ‬بنود‭ ‬المبادرة‭ ‬السعودية‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ‭ ‬لانتشال‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬أزمته‭ ‬وتخليصه‭ ‬من‭ ‬وضعه‭ ‬الصعب،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬قلائل‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬المبادرة‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬قامت‭ ‬الميلشيات‭ ‬الحوثية‭ ‬بشنّ‭ ‬هجمات‭ ‬استهدفت‭ ‬محطة‭ ‬توزيع‭ ‬المنتجات‭ ‬البترولية‭ ‬في‭ ‬جازان‭ ‬السعودية،‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬للأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بالطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬والصواريخ‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬سعودية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬منشآت‭ ‬النفطية‭.‬

هذا‭ ‬السلوك‭ ‬الحوثي‭ ‬واستمراره‭ ‬يؤكد‭ ‬أنهم‭ ‬وصلوا‭ ‬لمرحلة‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬العميقة‭ ‬لإيران‭ ‬لدرجة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفكيكها‭ ‬دون‭ ‬ضغط‭ ‬أو‭ ‬إجبار‭ ‬خارجي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والدول‭ ‬الفاعلة‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المتصور‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬ميلشيا‭ ‬عمياء‭ ‬وأداة‭ ‬طيعة‭ ‬بيدها‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أجندتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬دون‭ ‬نقاش‭ ‬أو‭ ‬تفكير،‭ ‬ويبدو‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المهمة‭ ‬الثقيلة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬بفك‭ ‬هذا‭ ‬التلازم‭ ‬بين‭ ‬الحوثيين‭ ‬وإيران‭ ‬عمل‭ ‬ضروري‭ ‬ولازم‭ ‬لكي‭ ‬تعمل‭ ‬المبادرة‭ ‬السعودية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬والتوصل‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬شامل‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بزعيم‭ ‬جماعة‭ ‬“أنصار‭ ‬الله”،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحوثيين‭ ‬جاهزون‭ ‬لما‭ ‬وصفه‭ ‬بالسلام‭ ‬المشرف،‭ ‬فعليه‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬درجات‭ ‬الشرف‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬لصالح‭ ‬اليمن‭ ‬وليس‭ ‬لصالح‭ ‬إيران‭.‬