ومضة قلم

لا رقابة على المطاعم

| محمد المحفوظ

النظافة‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬سيئة‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬ترتقي‭ ‬لأدنى‭ ‬المستويات،‭ ‬والتخزين‭ ‬خاطئ‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬والمؤسف‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬تخزين‭ ‬المواد‭ ‬القابلة‭ ‬للتلف‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬حارة،‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬بضرر‭ ‬فادح‭ ‬لصحة‭ ‬المواطن،‭ ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬عنها‭ ‬زيارة‭ ‬الوفد‭ ‬البلدي‭ ‬الشمالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬سار،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬أنّ‭ ‬تلك‭ ‬المطاعم‭ ‬والمخابز‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الفائتة‭ ‬بلا‭ ‬رقابة‭ ‬صحيّة،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تعرض‭ ‬حياة‭ ‬الأهالي‭ ‬إلى‭ ‬خطر‭ ‬حقيقيّ،‭ ‬وما‭ ‬يضاعف‭ ‬حجم‭ ‬المشكلة‭ ‬أنّ‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬فيها‭ ‬تسرح‭ ‬وتمرح‭ ‬كيفما‭ ‬شاءت‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬أو‭ ‬رقيب‭. ‬

ربما‭ ‬كنا‭ ‬سنغض‭ ‬الطرف‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬القضية‭ ‬تتعلق‭ ‬بأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬الأخرى،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬متعلقة‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان‭ ‬فأعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬المسألة‭ ‬تتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فورية‭ ‬وحازمة‭ ‬تجاه‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬يثبت‭ ‬تهاونها‭ ‬أو‭ ‬تقصيرها،‭ ‬فصحة‭ ‬الإنسان‭ ‬ليست‭ ‬قابلة‭ ‬للمساومة‭ ‬أو‭ ‬التساهل‭ ‬أبدا‭. ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬أنّ‭ ‬الجولة‭ ‬تأخرت‭ ‬لفترة‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬الزمن؟‭ ‬والأهم‭ ‬هل‭ ‬لدى‭ ‬وزارتي‭ ‬الصحة‭ ‬والتجارة‭ ‬برنامجا‭ ‬معتادا‭ ‬للتفتيش‭ ‬الدوري؟‭ ‬أين‭ ‬متابعات‭ ‬قسم‭ ‬التفتيش‭ ‬الصحيّ‭ ‬للمطاعم‭ ‬والمخابز؟‭ ‬المرجح‭ ‬أنه‭ ‬غائب‭!‬

كان‭ ‬الأهالي‭ ‬قد‭ ‬وجهوا‭ ‬غير‭ ‬مرة‭ ‬نداءات‭ ‬متكررة‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬تجاه‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬صحيّ،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬طالبوا‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬الشمالي‭ ‬بممارسة‭ ‬دوره‭ ‬بمراقبة‭ ‬المخالفين‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬صرخاتهم‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬آذانا‭ ‬صاغية‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متأخر،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬فالقرية‭ ‬تشهد‭ ‬تجمعا‭ ‬أسبوعيا‭ ‬للباعة‭ ‬الجائلين‭ ‬بما‭ ‬عرف‭ ‬بسوق‭ ‬الاثنين،‭ ‬ويتواجد‭ ‬بينهم‭ ‬باعة‭ ‬الأسماك،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬رقابة‭ ‬مستمرة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنظيمهم‭ ‬ومطالبتهم‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬وهي‭ ‬مفقودة‭ ‬للأسف‭. ‬إنّ‭ ‬الرقابة‭ ‬معدومة‭ ‬تماما،‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الباعة‭ ‬بالفوضى‭ ‬وإهمال‭ ‬شرط‭ ‬النظافة‭.‬

رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬الشمالي‭ ‬ألقى‭ ‬اللائمة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬على‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لبلدية‭ ‬الشمالية،‭ ‬والأخيرة‭ ‬غائبة‭ ‬تماما‭ ‬عما‭ ‬يجري‭ ‬وكأن‭ ‬الحالة‭ ‬لا‭ ‬تعنيها،‭ ‬اتهام‭ ‬بلدية‭ ‬الشمالية‭ ‬بالتقصير‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجهتين‭ ‬–‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬وبلدية‭ ‬الشمالية‭ - ‬غائب‭ ‬تماما‭ ‬وهنا‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬الثمن‭ ‬غاليا‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬صحته‭ ‬بالطبع‭.‬