زبدة القول

ضد التقارير الأوروبية المسيئة

| د. بثينة خليفة قاسم

شيء‭ ‬جيد‭ ‬أن‭ ‬أيدت‭ ‬البرلمانات‭ ‬الخليجية‭ ‬مقترح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إضافة‭ ‬موضوع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ليكون‭ ‬أحد‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬مناقشتها‭ ‬مع‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المشتركة‭ ‬القادمة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬البيانات‭ ‬غير‭ ‬الموضوعية‭ ‬التي‭ ‬دأب‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬إصدارها‭ ‬دون‭ ‬سند‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يتعب‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬التحقق‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يصله‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬والأفراد‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬الخير‭ ‬لبلادهم‭. ‬

المشكلة‭ ‬الخطيرة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمنظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الغربية‭ ‬المرجعية‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬تقاريرها‭ ‬أو‭ ‬بياناتها‭ ‬حول‭ ‬البحرين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬فهذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬تقارير‭ ‬أشخاص‭ ‬لديهم‭ ‬عداوة‭ ‬مع‭ ‬دولهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬غير‭ ‬موضوعية‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬عرض‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬التحقق‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬موضوعية‭ ‬ما‭ ‬يصلهم‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الموجود‭. ‬

والمشكلة‭ ‬الأخطر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬وثائق‭ ‬وأسانيد‭ ‬يستخدمها‭ ‬من‭ ‬يشاء‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬عند‭ ‬تناول‭ ‬موضوع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬بلدنا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬مبنية‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬أساس‭ ‬سليم‭. ‬

والغريب‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬يمدون‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬بقصص‭ ‬مزيفة‭ ‬عن‭ ‬بلادهم،‭ ‬يقومون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬باستخدام‭ ‬ما‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬في‭ ‬الإساءة‭ ‬لبلادهم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لتستمر‭ ‬دائرة‭ ‬الكذب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬

لذلك،‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬من‭ ‬برلماناتنا‭ ‬الخليجية‭ ‬خلال‭ ‬سعيها‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة‭ ‬مع‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬أن‭ ‬تجتهد‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬إقناع‭ ‬الأوروبيين‭ ‬بضرورة‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬المعلومات‭ ‬الرسمية‭ ‬قبل‭ ‬صياغة‭ ‬بياناتهم‭ ‬التي‭ ‬يصدرونها‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬