دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة

| عبدعلي الغسرة

‭ ‬لكل‭ ‬طفل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يرنو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬تعليم‭ ‬هو‭ ‬قادر‭ ‬عليه،‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بتوفير‭ ‬الظروف‭ ‬التربوية‭ ‬والنفسية‭ ‬والتقنية‭ ‬المناسبة‭ ‬لتعليم‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ففي‭ ‬1979م‭ ‬ــ‭ ‬1980م‭ ‬استحدثت‭ ‬الوزارة‭ ‬وحدة‭ ‬فنية‭ ‬باسم‭ ‬“مجموعة‭ ‬رعاية‭ ‬المعوقين”،‭ ‬وتبنت‭ ‬في‭ ‬1992م‭ ‬تجربة‭ ‬دمج‭ ‬جزئي‭ ‬للطلبة‭ ‬بطيئي‭ ‬التعلم‭ ‬والتأخر‭ ‬الدراسي‭ ‬وصعوبات‭ ‬التعلم،‭ ‬وعقدت‭ ‬ورشات‭ ‬لتدريب‭ ‬المعلمين،‭ ‬ووفرت‭ ‬الميزانية‭ ‬المالية‭ ‬لمستلزمات‭ ‬الدمج‭ ‬من‭ ‬تدريبات‭ ‬وأجهزة‭ ‬ومعدات‭ ‬ومناهج‭ ‬لتعليمهم‭ ‬وتجهيز‭ ‬صفوف‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭. ‬

ويهدف‭ ‬دمج‭ ‬الطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬متنوعة‭ ‬ومتعددة‭ ‬لتعليمهم،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التفاعل‭ ‬التربوي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وإكسابهم‭ ‬مهارات‭ ‬تربوية‭ ‬واجتماعية‭ ‬حسية‭ ‬وحركية،‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬التعليمية،‭ ‬كما‭ ‬يهدف‭ ‬هذا‭ ‬الدمج‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع‭ ‬بهذه‭ ‬الفئة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬الأفراد،‭ ‬ومساندة‭ ‬عائلاتهم‭ ‬وإرشادها‭ ‬لأساليب‭ ‬تعاملها‭ ‬الصحيح‭ ‬مع‭ ‬أبنائها‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭. ‬إن‭ ‬كل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تعليم‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬تزول‭ ‬إذا‭ ‬آمنا‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والتعليم،‭ ‬فهي‭ ‬رسالة‭ ‬كرسالة‭ ‬التعليم‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬وتتطلب‭ ‬جُهدًا‭ ‬أكثر،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تهيئة‭ ‬هيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬تؤمن‭ ‬بتعليمهم‭ ‬وتمتلك‭ ‬قدرة‭ ‬وطرائق‭ ‬تعليمية‭ ‬مُتميزة‭ ‬لتعليمهم،‭ ‬ولديها‭ ‬استعداد‭ ‬لتجاوز‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهونها،‭ ‬كما‭ ‬يحتاج‭ ‬مُعلمو‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬إلى‭ ‬كُل‭ ‬مستجد‭ ‬من‭ ‬التدريبات‭ ‬والتقنيات،‭ ‬وكُل‭ ‬مُستحدث‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬والأدوات‭ ‬التعليمية‭. ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬تعليمهم‭.. ‬بل‭ ‬إشراكهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬المدرسية‭ ‬وبالمناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والدينية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والمسابقات،‭ ‬ما‭ ‬يُعزز‭ ‬ثقتهم‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وبمن‭ ‬حولهم،‭ ‬واصطحابهم‭ ‬في‭ ‬الرحلات‭ ‬التعليمية‭ ‬والعلمية‭ ‬والترفيهية‭.‬

إن‭ ‬دمج‭ ‬120‭ ‬طالبا‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بصفوف‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬يُجسد‭ ‬مبدأ‭ ‬التعليم‭ ‬أنه‭ ‬حق‭ ‬حياتي‭ ‬وإنساني،‭ ‬ويُؤكد‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بهذه‭ ‬الفئة‭ ‬وبرعايتها‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬تعليمهم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001م‭ ‬في‭ ‬ثماني‭ ‬مدارس‭ ‬ابتدائية‭ ‬بمختلف‭ ‬محافظات‭ ‬الدولة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬يتم‭ ‬تدريسهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنصات‭ ‬التعليمية‭ ‬الرقمية‭ ‬بالدروس‭ ‬الافتراضية‭ ‬وتم‭ ‬تحميل‭ ‬نحو‭ ‬135‭ ‬درسًا‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬على‭ ‬البوابة‭ ‬التعليمية،‭ ‬ويتلقى‭ ‬471‭ ‬طالبًا‭ ‬وطالبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬التعليم‭ ‬بصفوف‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ (‬31‭ ‬مدرسة‭ ‬للبنين‭ ‬و28‭ ‬مدرسة‭ ‬للبنات‭) ‬في‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬2020م‭ ‬ــ‭ ‬2021م‭.‬