رؤيا مغايرة

“سجلي”

| فاتن حمزة

أثار‭ ‬إقرار‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬رسوما‭ ‬سنوية‭ ‬لاستخراج‭ ‬سجلات‭ ‬تجارية‭ ‬للمشاريع‭ ‬المنزلية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تشترط‭ ‬وجود‭ ‬منشأة‭ ‬وموظفين‭ ‬كالبيع‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناقشات‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال،‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتملكني‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬عندما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الكبار‭ ‬لن‭ ‬يقبلوا‭ ‬به،‭ ‬فهاهو‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يحسم‭ ‬المسألة‭ ‬ويضع‭ ‬حداً‭ ‬لكل‭ ‬هذا‭ ‬اللغط‭.‬

إن‭ ‬إتاحة‭ ‬إمكانية‭ ‬الاختيار‭ ‬لممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬البيع‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنترنت‭ ‬تساعد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطتها‭ ‬التجارية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬معيشتها،‭ ‬وعند‭ ‬طرح‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب‭ ‬وتوجيه‭ ‬الأسئلة‭ ‬لوزير‭ ‬التجارة‭ ‬رد‭ ‬بأن‭ ‬الوزارة‭ ‬ستعيد‭ ‬دراسة‭ ‬الموضوع،‭ ‬ورد‭ ‬أيضا‭ ‬أحد‭ ‬النواب‭: ‬لا‭ ‬تشغلونا‭ ‬بالقرارات‭ ‬فلدينا‭ ‬هموم‭ ‬وأعمال‭ ‬ننجزها‭.‬

إن‭ ‬المسائل‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬جوهر‭ ‬الحياة‭ ‬كالرزق‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تُدرس‭ ‬جيداً‭ ‬قبل‭ ‬طرحها،‭ ‬نقول‭ ‬هذا‭ ‬ولا‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬للدولة‭ ‬دوافع‭ ‬منطقية‭ ‬لتنظيم‭ ‬الفوضى‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬قد‭ ‬يساء‭ ‬استغلاله‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود،‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬وسوء‭ ‬استغلال‭ ‬تحويلات‭ ‬الأموال‭ ‬بل‭ ‬وتبييضها،‭ ‬فليس‭ ‬صحيحا‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬نستنكر‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬إزالة‭ ‬الإعلانات‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬الإشارات‭ ‬المرورية‭ ‬والإرشادية‭ ‬وتحجبها‭ ‬وتشوه‭ ‬الجمال‭ ‬ونقول‭ ‬إن‭ ‬الدولة‭ ‬تمنع‭ ‬إعلاناتنا،‭ ‬وأيضاً‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭ ‬كمثال‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬دراسة‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬وحجم‭ ‬الدخل‭. ‬نشكر‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬توجيهاته‭ ‬التي‭ ‬أدخلت‭ ‬السرور‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مهددة‭ ‬بالإغلاق،‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬تجسد‭ ‬حكمته‭ ‬واهتمامه‭ ‬بالعائلة‭ ‬البحرينية‭ ‬بالتسهيل‭ ‬عليها‭ ‬لخلق‭ ‬مصادر‭ ‬رزق‭ ‬جديدة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بحياتها‭ ‬المعيشية‭.‬