لمحات

قرب شهر الخير

| د.علي الصايغ

ينهال‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬تشابهاً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لشراء‭ ‬السلع‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬والإسراف‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬الكافي‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬ولا‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إليه‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭.‬

إن‭ ‬الأجدى‭ ‬هو‭ ‬التحلي‭ ‬بتعاليم‭ ‬الإسلام‭ ‬بعدم‭ ‬الإسراف‭ ‬والمبالغة‭ ‬في‭ ‬الشراء،‭ ‬وعدم‭ ‬ملء‭ ‬موائد‭ ‬الرحمن‭ ‬بالفائض‭ ‬من‭ ‬الطعام،‭ ‬وعدم‭ ‬العكوف‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬جداً،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭! ‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬تكثر‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬مع‭ ‬شهر‭ ‬الخير؛‭ ‬إذ‭ ‬اعتاد‭ ‬الكثيرون‭ ‬إخراج‭ ‬الزكاة‭ ‬والمساعدات‭ ‬قبل‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وأثناءه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عهدنا‭ ‬عليه‭ ‬الخيرين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬بلد‭ ‬الخير‭ ‬والتعايش‭ ‬والتآلف،‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬النصح،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬لأخرى؛‭ ‬فبعضها‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تلامس‭ ‬احتياجات‭ ‬الأسر،‭ ‬خصوصا‭ ‬المتعففة‭ ‬منها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تقديم‭ ‬أية‭ ‬مساعدة‭ ‬يا‭ ‬حبذا‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تفي‭ ‬بضرورات‭ ‬واحتياجات‭ ‬هذه‭ ‬الأسر،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬ضرورة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الإسراف‭ ‬والتبذير‭ ‬والانهيال‭ ‬على‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية؛‭ ‬لأن‭ ‬المخزون‭ ‬الكافي‭ ‬للغذاء‭ ‬متوفر‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬وبشكل‭ ‬يفيض‭ ‬عن‭ ‬الحاجة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬إلى‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الشراء‭ ‬والتهافت‭ ‬على‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬الأغذية،‭ ‬بطريقة‭ ‬وكأنما‭ ‬أوشك‭ ‬الطعام‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬النفاد‭.‬