ياسمينيات

دعم سواق التاكسي... ضرورة

| ياسمين خلف

سعت‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬حزمة‭ ‬مالية‭ ‬لدعم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وصرف‭ ‬رواتب‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬فيه،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬التصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬المواطنون‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الحرة‭ ‬قد‭ ‬استفادوا‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬لأشهر،‭ ‬ووصل‭ ‬الدعم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬النصف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬بالكامل‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬وتوقف‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬ضرر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتأثر،‭ ‬أو‭ ‬تأثرت‭ ‬ولكنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬الخسائر‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬المليونية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬كذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬الحرة‭.‬

سواق‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة‭ ‬من‭ ‬المتضررين‭ ‬لتوقف‭ ‬الدعم،‭ ‬كونهم‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬ويعتمدون‭ ‬على‭ ‬الأجرة‭ ‬اليومية‭ ‬لا‭ ‬الشهرية‭ ‬في‭ ‬إيفاء‭ ‬التزاماتهم‭ ‬الحياتية،‭ ‬يعاملون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬باعتبارهم‭ ‬من‭ ‬مزاولي‭ ‬الأعمال‭ ‬الحرة،‭ ‬فلا‭ ‬يحصلون‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬دعم‭! ‬وكونهم‭ ‬مصنفين‭ ‬ضمن‭ ‬الأعمال‭ ‬الحرة‭ ‬فهم‭ ‬غير‭ ‬مؤمن‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬“التأمينات‭ ‬الاجتماعية”،‭ ‬وأغلب‭ ‬هؤلاء‭ ‬السواق‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬غير‭ ‬السياقة‭ ‬كعمل‭ ‬ومصدر‭ ‬للرزق‭ ‬ليعولوا‭ ‬به‭ ‬أنفسهم‭ ‬وعيالهم،‭ ‬وعليهم‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الالتزامات‭ ‬المعيشية،‭ ‬التزامات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬تأمين‭ ‬السيارة‭ ‬وتسجيلها،‭ ‬حيث‭ ‬تفوق‭ ‬كلفتهما‭ ‬تسجيل‭ ‬وتأمين‭ ‬المركبات‭ ‬الخاصة‭. ‬

هناك‭ ‬نحو‭ ‬987‭ ‬سائق‭ ‬تاكسي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬إنسانية‭ ‬مرة‭ ‬خلال‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المزعجة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الجميع‭ ‬اليوم،‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬4000‭ ‬شخص‭ ‬يعاني‭ ‬معهم،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬احتسبنا‭ ‬أن‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬4‭ ‬أشخاص‭ ‬يعولهم،‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬العدد‭ ‬أكبر‭! ‬سواق‭ ‬التاكسي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحرك‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬للنظر‭ ‬بأوضاعهم‭ ‬كالمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬ضمن‭ ‬حملة‭ ‬“فينا‭ ‬خير”،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬تمكين،‭ ‬فمن‭ ‬أجرته‭ ‬اليومية‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬الــ‭ ‬10‭ ‬دنانير،‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أصلاً‭ ‬التوفير‭ ‬منها،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬جُلهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬أية‭ ‬مدخرات‭ ‬يواجهون‭ ‬بها‭ ‬يومهم‭ ‬الأسود‭ ‬هذا‭.‬

 

ياسمينة‭: ‬

شهر‭ ‬رمضان‭ ‬على‭ ‬الأبواب،‭ ‬وسواق‭ ‬التاكسي‭ ‬ينتظرون‭ ‬الفرج‭.‬