فجر جديد

أين تذهب أموال الناس؟

| إبراهيم النهام

‭ ‬تساؤلات‭ ‬كثيرة‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬مداخيل‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية،‭ ‬وأين‭ ‬يتم‭ ‬توجيهها‭ ‬بالضبط‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬طلب‭ ‬المساعدات‭ ‬للأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬عبر‭ ‬قروبات‭ ‬“الواتساب”‭ ‬وبقية‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬أيضا‭ ‬العلاج‭ ‬والتأثيث‭ ‬وتسديد‭ ‬الفواتير،‭ ‬وقرطاسية‭ ‬المدارس‭ ‬وغيرها‭.‬

تنامي‭ ‬هذه‭ ‬المشاهدات،‭ ‬يظهر‭ ‬البلاد‭ ‬وكأنها‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬عروشها‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬تتكدس‭ ‬خزائنها‭ ‬بأموال‭ ‬المتبرعين‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج،‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬معروف‭ ‬بإنسانيته‭ ‬وكرمه‭ ‬وعطائه‭ ‬اللامحدود‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭.‬

أين‭ ‬تذهبون‭ ‬بأموال‭ ‬الناس؟‭ ‬ومتى‭ ‬ستتوقفون‭ ‬عن‭ ‬ضخ‭ ‬أموال‭ ‬التبرعات‭ ‬لمشاريع‭ ‬الخارج،‭ ‬وأهل‭ ‬البحرين‭ ‬بها‭ ‬أحق‭ ‬وأوفى؟‭.‬

‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬يحدثها‭ ‬عمال‭ ‬توصيل‭ ‬المطاعم‭ ‬وشركات‭ ‬الأطعمة‭ ‬المختلفة،‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬تتوجب‭ ‬التوقف‭ ‬عندها،‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬العاجلة‭ ‬والحاسمة‭ ‬لها،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬السائقين‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين،‭ ‬والمشاة‭ ‬أيضا،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬وقوع‭ ‬المصائب‭ ‬لنتحرك‭ ‬ونضع‭ ‬الحلول؟

‭ ‬مواطن‭ ‬لم‭ ‬تسنح‭ ‬له‭ ‬ظروفه‭ ‬الشخصية‭ ‬والمادية‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬بلوغه‭ ‬سن‭ ‬الخمسين،‭ ‬من‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬عربية،‭ ‬رزق‭ ‬منها‭ ‬بطفلة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬بطلب‭ ‬لوزارة‭ ‬الإسكان،‭ ‬رفضت‭ ‬الوزارة‭ ‬جميع‭ ‬الخيارات‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬للمنتفعين،‭ ‬بسبب‭ ‬تجاوزه‭ ‬الخمسين‭ ‬عاما،‭ ‬ويكمن‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬‭- ‬وليس‭ ‬للمذكور‭ ‬بذلك‭ ‬أي‭ ‬ذنب‭ - ‬بالتأخر‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬زوجته‭ ‬تصحيحا‭ ‬للإقامة،‭ ‬لفترة‭ ‬تجاوزت‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬السنة‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬كورونا،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬حين‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭ ‬بهذا‭ ‬الطلب‭ ‬دون‭ ‬الخمسين،‭ ‬فما‭ ‬ذنب‭ ‬المذكور‭ ‬بحرمانه‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬الإسكانية‭ ‬وهو‭ ‬موظف‭ ‬بسيط‭ ‬ومحدود‭ ‬الدخل‭ ‬وعاجز‭ ‬حتى‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬إيجار‭ ‬شقة‭ ‬صغيرة؟‭ ‬وعاش‭ ‬أغلب‭ ‬سنوات‭ ‬حياته‭ ‬كيتيم‭ ‬للأب‭ ‬والأم،‭ ‬وأين‭ ‬يذهب‭ ‬بهذا‭ ‬الحال‭ ‬وهذه‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية؟

‭ ‬أشكر‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬الصناديق‭ ‬التقاعدية‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬العظيمة‭ ‬والكبيرة‭ ‬التي‭ ‬قدموها‭ ‬عبر‭ ‬تقريرهم‭ ‬الشفاف‭ ‬والحرفي‭ ‬والنابع‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬وإخلاصهم‭ ‬ووفائهم‭ ‬بالقسم‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬والوطن‭.‬

أداء‭ ‬اللجنة‭ ‬باختصار‭ ‬هو‭ ‬إضاءة‭ ‬للمشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وخطوة‭ ‬للأمام‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬له‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬من‭ ‬شفافية‭ ‬وكشف‭ ‬أخطاء‭ ‬وتجاوزات‭ ‬تحدث‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مجهر‭ ‬الرقابة،‭ ‬شكرا‭ ‬لكم‭ ‬من‭ ‬القلب‭.‬