فجر جديد

أصنام صامتة

| إبراهيم النهام

‭ ‬ندعوا‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬ممثلة‭ ‬بوزيرها‭ ‬الموقر‭ ‬وائل‭ ‬المبارك،‭ ‬للإسراع‭ ‬بفتح‭ ‬مكتب‭ ‬جديد‭ ‬بمحافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬بسبب‭ ‬الضرر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الأهالي،‭ ‬خصوصاً‭ ‬من‭ ‬يتعذر‭ ‬عليهم‭ ‬استخدام‭ ‬المنصات‭ ‬الحديثة‭ ‬للدفع‭ ‬وطلب‭ ‬الخدمات‭ ‬المُختلفة‭. ‬محرقيون‭ ‬كثر‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬تعذر‭ ‬الهيئة‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا‭ ‬أمر‭ ‬مخالف‭ ‬للمنطق‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلا،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬فتح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬أبوابها‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين‭ ‬والمراجعين،‭ ‬فلماذا‭ ‬تخرج‭ ‬الهيئة‭ ‬“هنا”‭ ‬بعرف‭ ‬جديد‭ ‬لها‭ ‬وحدها؟

‭ ‬ملف‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬حديث‭ ‬الساعة‭ ‬الآن،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬تفاقم‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬بسبب‭ ‬الثغرات‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬عقود‭ ‬الاستقدام‭ - ‬قبل‭ ‬وبعد‭ - ‬والتي‭ ‬تجعل‭ ‬الخادمة‭ ‬تسرح‭ ‬وتمرح‭ ‬منذ‭ ‬ساعة‭ ‬هروبها‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬المخدوم‭ ‬وحتى‭ ‬القبض‭ ‬عليها‭ ‬وتسفيرها،‭ ‬ومع‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬للكفيل‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره،‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭.‬

أشير‭ ‬أيضاً‭ ‬لكلفة‭ ‬الاستقدام‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها،‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للكفيل‭ ‬عن‭ ‬خبراتها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬واحتكار‭ ‬استقدام‭ ‬الخادمات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬معينة،‭ ‬يجب‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بعين‭ ‬الشفافية‭ ‬والرأفة‭ ‬للمواطن‭ ‬و”اللي‭ ‬فيه‭ ‬مكفيه”‭.‬

‭ ‬ضاحية‭ ‬الرملي‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬حداثتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬العبادة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مستغرب‭ ‬جداً،‭ ‬فالمفترض‭ ‬بل‭ ‬المطلوب‭ ‬بناء‭ ‬المشاريع‭ ‬التكميلية‭ ‬“كلها”‭ ‬أثناء‭ ‬عمل‭ ‬المشروع‭ ‬نفسه،‭ ‬والذي‭ ‬يخلو‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬بقالة‭ ‬أو‭ ‬حديقة‭ ‬أو‭ ‬“خباز”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فلماذا‭ ‬تُقدم‭ ‬الخدمات‭ ‬بالقطارة؟

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جمهورا‭ (‬صامتين‭) ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قروبات‭ ‬“الواتساب”‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬النقاشات‭ ‬والأخبار‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬المواطن،‭ ‬وتشير‭ ‬لاحتياجاته،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬“أصنام”‭ ‬صامتة،‭ ‬لا‭ ‬تتحدث‭ ‬ولا‭ ‬تتحرك‭ ‬أثناء‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬شأن‭ ‬الدولة‭ ‬السيادي،‭ ‬وعروبتها،‭ ‬وإن‭ ‬تحركت‭ ‬فبخطوات‭ ‬مدروسة‭ ‬لنفعيتها‭ ‬هي،‭ ‬والشواهد‭ ‬عديدة‭ ‬ومتكررة،‭ ‬والله‭ ‬المستعان‭.‬