المحرق والإدارة العامة والتنظيمية منذ 152 عاما (4)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬المقالات‭ ‬الثلاثة‭ ‬السابقة‭ ‬ذكرنا‭ ‬أن‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬“أم‭ ‬المدن”‭ ‬كانت‭ ‬مهد‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬والتنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ (‬1869‭ - ‬1932م‭) ‬وفقاً‭ ‬لكتاب‭ ‬الدكتورة‭ ‬منى‭ ‬عباس‭ ‬فضل‭ ‬“لامركزية‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ (‬2016م‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬قسمت‭ ‬مراحل‭ ‬تطور‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل،‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ (‬1920‭ - ‬1950م‭)‬،‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ (‬1951‭ - ‬1970م‭) ‬والمرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬في‭ (‬1971‭ - ‬2021م‭)‬،‭ ‬وتم‭ ‬عرض‭ ‬المرحلتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬ونختم‭ ‬اليوم‭ ‬بتلخيص‭ ‬أهم‭ ‬محطات‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬والتي‭ ‬عرفتها‭ ‬الكاتبة‭ ‬بـ‭ ‬“مرحلة‭ ‬الاستقلال‭ ‬وبناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة”‭.‬

مرحلة‭ ‬الاستقلال،‭ ‬شهدت‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين،‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬مستقلة‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬المسميات‭ ‬الرسمية‭ ‬الجديدة‭ ‬مثل‭ ‬“أمير‭ ‬دولة‭ ‬البحرين”‭ ‬و”دولة‭ ‬البحرين”‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬“مجلس‭ ‬الوزراء”‭ ‬و”رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء”‭ ‬وتأسيس‭ ‬أول‭ ‬“مجلس‭ ‬للوزراء”‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬السياسي،‭ ‬وسجل‭ ‬“الجهاز‭ ‬القضائي”‭ ‬تطوراً‭ ‬ملحوظاً،‭ ‬بتشكيل‭ ‬ثلاث‭ ‬درجات‭ ‬للمحاكم‭ ‬–‭ ‬الصغرى‭ ‬والكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬والاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬–‭ ‬للقضايا‭ ‬الجنائية‭ ‬والمدنية‭ ‬والتجارية‭ ‬والشرعية،‭ ‬وكان‭ ‬التحول‭ ‬التاريخي‭ ‬الأكبر‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ (‬16/12/1973م‭) ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬إتمام‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬أعماله،‭ ‬والذي‭ ‬تأسس‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬في‭ (‬16/12/1972م‭). ‬في‭ (‬1975م‭) ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬التنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬للدولة‭ ‬وتشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لرسم‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للحكومة،‭ ‬برئاسة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬و16‭ ‬وزيراً‭.‬

وبدأ‭ ‬عهد‭ ‬الإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬والإداري‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬في‭ (‬6/3/1999م‭)‬،‭ ‬بإصدار‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ (‬2001م‭) ‬لإرساء‭ ‬“الإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬والإداري”،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لدستور‭ (‬2002م‭) ‬أصبح‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬“حكماً‭ ‬ملكياً‭ ‬دستورياً‭ ‬ديمقراطياً،‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”،‭ ‬ويرأس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ (‬11/11/2020م‭)‬،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬والتنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ووفقا‭ ‬للدستور‭ ‬يرعى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬“مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬ويرسم‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للحكومة”،‭ ‬ويتولى‭ ‬“كل‭ ‬وزير‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬شؤون‭ ‬وزارته،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬“هيئات‭ ‬وزارية”‭ ‬متخصصة‭ ‬مثل‭ ‬“مجلس‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية”‭ ‬و”هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل”‭ ‬و”هيئة‭ ‬الاتصالات”‭ ‬و”صندوق‭ ‬العمل‭ ‬–‭ ‬تمكين”‭ ‬و”هيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب”،‭ ‬وتتمثل‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬من‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬بمختلف‭ ‬تخصصاتها‭.‬