زبدة القول

صفعة مدوية لجماعة الإخوان

| د. بثينة خليفة قاسم

لم‭ ‬تكن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تتلقى‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬التي‭ ‬أوجعتها،‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬السلطات‭ ‬التركية‭ ‬تصدر‭ ‬تعليماتها‭ ‬لقنوات‭ ‬الإخوان‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬لكي‭ ‬توقف‭ ‬بذاءاتها‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬سنوات‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وهناك‭ ‬أخبار‭ ‬ترددت‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تحديد‭ ‬إقامة‭ ‬القيادات‭ ‬الإخوانية‭ ‬المقيمة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬التركية،‭ ‬بل‭ ‬منعهم‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭ ‬إلا‭ ‬بإذن‭ ‬السلطات‭ ‬التركية‭.‬

ربما‭ ‬توقعت‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تتحسن‭ ‬فيه‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وتركيا،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬قريبا‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬ولم‭ ‬تتوقع‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭ ‬الدراماتيكية‭ ‬السريعة،‭ ‬ولم‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تأخذ‭ ‬فيه‭ ‬الأوامر‭ ‬لوقف‭ ‬تطاولها‭ ‬على‭ ‬زعماء‭ ‬وحكومتي‭ ‬أكبر‭ ‬دولتين‭ ‬عربيتين،‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭. ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬التركية‭ ‬أوجعت‭ ‬قيادات‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬الفورية‭ ‬تستخدم‭ ‬مفردات‭ ‬مهذبة‭ ‬تجاه‭ ‬تركيا‭ ‬صاحبة‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬هز‭ ‬كيان‭ ‬الجماعة‭ ‬وأعطاها‭ ‬درسا‭ ‬بأن‭ ‬المصالح‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬شعارات‭ ‬الخلافة‭ ‬التي‭ ‬حلموا‭ ‬بها‭. ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬تلعق‭ ‬جراحها‭ ‬الآن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنبس‭ ‬بكلمة‭ ‬سوء‭ ‬تجاه‭ ‬تركيا‭ ‬أو‭ ‬تجاه‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬أردوغان،‭ ‬لكنها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬تقدر‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬تركيا‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬مصر‭. ‬ليس‭ ‬بإمكان‭ ‬الجماعة‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬حرفا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬تردد‭ ‬أن‭ ‬تركيا‭ ‬وقفت‭ ‬إلى‭ ‬جانبها‭ ‬وقدمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬لأنها‭ ‬لو‭ ‬فعلت‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬الثمن‭ ‬باهظا‭.‬

ولو‭ ‬كانت‭ ‬قيادات‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬آمن‭ ‬لفعلوا‭ ‬مع‭ ‬أردوغان‭ ‬كما‭ ‬فعلوا‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬حيث‭ ‬مدحوه‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬وزيرا‭ ‬للدفاع‭ ‬وكتبوا‭ ‬أن‭ ‬السيسي‭ ‬رجل‭ ‬متدين‭ ‬ويحفظ‭ ‬كتاب‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬عادوا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لينعتوه‭ ‬بأسوأ‭ ‬الصفات‭.‬

فلتشرب‭ ‬القيادات‭ ‬الإخوانية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكأس‭ ‬المر،‭ ‬ولتعلم‭ ‬أنها‭ ‬سقطت‭ ‬لدى‭ ‬مصر‭ ‬والمصريين،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬في‭ ‬تركيا‭.‬