إعادة الهندسة كيف يستقبلها البعض
| أحمد البحر
يعّرف معجم المصطلحات الإدارية عملية إعادة الهندسة Re- Engineering بأنها مجموعة الأساليب أو الطرق التي تبحث بشكل جذري سبل تنقيح أداء العمل، وذلك من خلال إعادة هيكلة العمل والعمليات للوصول إلى أداء أفضل”.
إذن نحن لا نتحدّث هنا عن تطوير نظام معيّن أو إجراء محدد أو تعديل محدود في الهيكل التنظيمي وإنما ما نرمي إليه هو أكثر شمولية وأعمق تحليلاً من ذلك، إنه تحليل وتطوير جذري لكافة الأنظمة والإجراءات، ويمكننا هنا أن نضع ما شئنا من خطوط تحت كلمة جذري لنبيّن ما نقصده بعملية إعادة الهندسة. في هذا السياق أعرض أمامك سيدي القارئ الموقف التالي والذي قد يكشف لنا كيف يستقبل بعضنا مثل هذا التغيير الشامل والجذري.
خاطب الرئيس التنفيذي نوابه ومساعديه ومديري الإدارات قائلاً: كما تعلمون فإن مجلس الإدارة قام بتكليف إحدى المنظمات الاستشارية بإجراء دراسة معمّقه أو كما يسمّى بإعادة الهندسة لكافة أنشطة وعمليات وأنظمة المؤسسة بهدف التطوير الشامل والجذري لتحسين مستوى الخدمات المقدمة والارتقاء بمستوى الأداء بشكل عام تماشيًا مع الظروف والمتغيّرات المتسارعة والاستثنائية في سوق العمل والتي من الضرورى التكيّف معها وإلا أصبحنا خارج دائرة التنافس.
تابع الرئيس قائلاً: كما تعلمون بأن تطبيق متطلبات إعادة الهندسة يعني التغيير الجذري الشامل في المؤسسة، وعليه، فإننا نتوقّع إلغاء بعض الوظائف والمناصب وهذا قد يشمل الإدارة التنفيذية أيضًا ودمج بعض الإدارات والوحدات التنظيمية وإلغاء بعضها والتوسّع في منح الصلاحيات للوحدات العاملة في الخطوط الأمامية والتركيز وبصورة أعظم على التعاملات الإلكترونية واختزال الخطوات الإجرائية الحالية وعلى ضوء هذه التغيّرات سيتم تنقيح الأنظمة والسياسات المعمول بها.
وختم الرئيس حديثه متسائلاً: هل نحن جميعًا مؤهلون للتعامل مع هذه التغييرات؟
سيدي القارئ تقول المصادر عن معوقات التغيير بأنها “مجموعة من المعوقات التنظيمية والإنسانية تمنع أو تعوق القيام بعملية التغيير في المنظمة، وذلك للحفاظ على مكاسب أو خوف من فقدان وظيفة أو مركز اجتماعي”. ما رأيك سيدي القارئ هل ما ذكره الرئيس التنفيذي من توقعات كافية لإعداد منسوبي تلك المؤسسة لعملية إعادة الهندسة؟.