لك يا أبي تنزف مشاعري

| غدير الطيار

قد‭ ‬تستغرب‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬من‭ ‬عنوان‭ ‬مقالي‭ ‬هذا،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬لي‭ ‬غير‭ ‬العبارات‭ ‬والكلمات،‭ ‬نعم‭ ‬هل‭ ‬سمعتم‭ ‬عن‭ ‬نزيف‭ ‬المشاعر‭ ‬وتدفقها،‭ ‬مشاعر‭ ‬تختلط‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬لينتج‭ ‬عنها‭ ‬الألم‭ ‬والحزن‭ ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬كثيرة،‭ ‬ومواقف‭ ‬عصيبة‭ ‬ومشاعر‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬فرح‭ ‬وسعادة‭ ‬فتعلن‭ ‬عن‭ ‬مسارها،‭ ‬حقيقة‭ ‬عندما‭ ‬يجتمع‭ ‬الترقب‭ ‬والأمل‭ ‬والألم‭ ‬والحزن‭ ‬مشاعر‭ ‬تجعل‭ ‬العين‭ ‬تنزف‭ ‬وكلها‭ ‬حسرة‭ ‬وتعب،‭ ‬نعم‭ ‬سأكتب‭ ‬ما‭ ‬يخالجني‭ ‬ويخالج‭ ‬قلبي‭.. ‬نعم‭ ‬إنه‭ ‬بوح‭ ‬قلم‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ألم‭.‬

قلبي‭ ‬وقلمي‭ ‬هنا‭ ‬ينزف‭ ‬على‭ ‬أبي‭ ‬ليال‭ ‬عصيبة‭ ‬تعصف‭ ‬بقلوب‭ ‬قلقة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعتريها،‭ ‬كانت‭ ‬الأفكار‭ ‬تُحلق‭ ‬بعيدا‭ ‬تارة‭ ‬للخير‭ ‬وتارة‭ ‬للألم‭ ‬والحزن،‭ ‬كانت‭ ‬عيونها‭ ‬غارقة‭ ‬بالدموع‭ ‬حيث‭ ‬الألم‭ ‬يعتصرها،‭ ‬وعذرها‭ ‬يسبق‭ ‬نبضها،‭ ‬وقسمات‭ ‬وجهها‭ ‬تسبق‭ ‬لهفتها‭ ‬وهمسات‭ ‬حزينة‭ ‬تنساب‭ ‬من‭ ‬شفتيها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الحياة‭ ‬بنظرها،‭ ‬ألتفت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يطمئن‭ ‬قلبي،‭ ‬من‭ ‬يمد‭ ‬يده‭ ‬الحانية‭ ‬ليوقف‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬النزف،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬حالي‭ ‬برؤية‭ ‬من‭ ‬أحب‭ ‬وهو‭ ‬يئن‭ ‬من‭ ‬التعب‭ ‬وليس‭ ‬بيدي‭ ‬سوى‭ ‬الأنين‭ ‬والبكاء‭.. ‬رباه‭ ‬قد‭ ‬طال‭ ‬البعد‭ ‬واشتد‭ ‬الشوق‭ ‬بداخلي‭ ‬والحزن‭ ‬يكاد‭ ‬يقتلني،‭ ‬تركت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لأفكر‭ ‬بك‭ ‬وحدك،‭ ‬ورؤيتك‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬تتحدثُ‭ ‬لي،‭ ‬توجهني‭ ‬تُخفف‭ ‬عني‭ ‬ألم‭ ‬الحياة،‭ ‬شعور‭ ‬يتنامى‭ ‬داخلي‭ ‬فَشِلْت‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معه،‭ ‬يخنق‭ ‬روحي،‭ ‬يحبس‭ ‬أنفاسي،‭ ‬وتتحجر‭ ‬الدموع‭ ‬في‭ ‬مقلتي،‭ ‬رباه‭ ‬ليس‭ ‬لي‭ ‬إلا‭ ‬أنت‭.‬

لقد‭ ‬توقف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬وَشُلَّ‭ ‬تفكيري‭ ‬وتبعثرت‭ ‬أوراقي،‭ ‬ألْتَفت‭ ‬يمنة‭ ‬ويسرة‭ ‬أين‭ ‬أنت،‭ ‬لقد‭ ‬طال‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬حبيب‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬الحياة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬يا‭ ‬رب‭ ‬وحدك‭ ‬تعلم‭ ‬حجم‭ ‬حبي‭ ‬لأبي،‭ ‬فيا‭ ‬رب‭ ‬عجل‭ ‬بشفائه‭ ‬وسُر‭ ‬خاطري‭ ‬وخاطر‭ ‬أهلي‭ ‬بعودته،‭ ‬اللهم‭ ‬أفرح‭ ‬قلبي‭ ‬بشفاء‭ ‬والدي‭ ‬الذي‭ ‬أعطاني‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬ولم‭ ‬يحرمن‭ ‬شيئا،‭ ‬فهو‭ ‬الأب‭ ‬والأخ‭ ‬والصديق‭ ‬والرفيق،‭ ‬أحتاجه‭ ‬وأحتاج‭ ‬قربه،‭ ‬أحتاج‭ ‬دعمه،‭ ‬أحتاج‭ ‬وقوفه‭ ‬معي‭..  ‬كلماتي‭ ‬تغادر‭ ‬موطن‭ ‬القلم‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أبي،‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬تنزف‭ ‬نزف‭ ‬الحزين‭ ‬الباكي‭ ‬فيا‭ ‬رب‭ ‬شفاء‭ ‬عاجل‭ ‬لمن‭ ‬هو‭ ‬الدنيا‭ ‬بأكملها‭.‬

إلى‭ ‬أحب‭ ‬قلب‭ ‬وأجمل‭ ‬ملامح‭ ‬عشقتها،‭ ‬إلى‭ ‬أحن‭ ‬قلب‭ ‬حنانه‭ ‬وعطفه‭ ‬لا‭ ‬يُنسى،‭ ‬أفتقدك‭ ‬وأشتاق‭ ‬لحديثك‭ ‬وكلامك،‭ ‬ربي‭ ‬قد‭ ‬طال‭ ‬مرض‭ ‬والدي‭ ‬وطال‭ ‬معه‭ ‬حزني‭ ‬وألمي،‭ ‬إلهي‭ ‬صُب‭ ‬على‭ ‬جسده‭ ‬الراحة‭ ‬ولا‭ ‬تُرن‭ ‬فيه‭ ‬مكروها‭.‬