زبدة القول

البرلمان الأوروبي

| د. بثينة خليفة قاسم

البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬ليس‭ ‬منظمة‭ ‬حقوقية‭ ‬ولا‭ ‬دولية،‭ ‬لكنه‭ ‬منظمة‭ ‬إقليمية‭ ‬تخص‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وتمثل‭ ‬شعوب‭ ‬هذا‭ ‬الاتحاد‭ ‬ومصالحها‭ ‬المختلفة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يناقش‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وأن‭ ‬يناقش‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيه،‭ ‬ويمكنه‭ ‬أن‭ ‬يناقش‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬والعنصرية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والتمييز‭ ‬بسبب‭ ‬اللون‭ ‬والجنس‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬ويمكنه‭ ‬مناقشة‭ ‬إعطاء‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬للإرهابيين‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭.‬

لكن‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ويقوم‭ ‬بالتعليق‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬بحرينية،‭ ‬فهذا‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬وغير‭ ‬لائق‭ ‬وخارج‭ ‬عن‭ ‬الأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬وتدخل‭ ‬سافر‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬وتعد‭ ‬سافر‭ ‬على‭ ‬مؤسسة‭ ‬قضائية‭ ‬شامخة‭ ‬هي‭ ‬القضاء‭ ‬البحريني‭ ‬النزيه‭ ‬الذي‭ ‬نفتخر‭ ‬به‭.‬

البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صفة‭ ‬لكي‭ ‬يعلق‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬سياسات‭ ‬بحرينية،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ ‬موجها‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬قضائية‭ ‬لها‭ ‬استقلاليتها‭ ‬ونزاهتها‭! ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتسامح‭ ‬معه‭ ‬البرلمان‭ ‬البحريني‭ ‬والإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬والمواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬لأنه‭ ‬عمل‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬النوايا‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬هز‭ ‬استقرار‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬المرسل‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭.‬

وحتى‭ ‬إن‭ ‬سلمنا‭ ‬جدلا‭ ‬أن‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬يحق‭ ‬له‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬خارج‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‭- ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ - ‬ألا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬ترسل‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شذاذ‭ ‬الآفاق‭ ‬والمنظمات‭ ‬الداعمة‭ ‬للإرهاب‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬استقاء‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الصحيحة‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬المأجورين‭ ‬التابعين‭ ‬لجماعات‭ ‬الإرهاب‭.‬