فجر جديد

حين يُذكر الرجل الصالح

| إبراهيم النهام

‭ ‬في‭ ‬استطلاع‭ ‬أجريته‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭ ‬للقوة‭ ‬الاحتياطية‭ ‬بقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬تنشره‭ ‬“البلاد”‭ ‬بعدد‭ ‬اليوم،‭ ‬سعدتُ‭ ‬يومها‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني،‭ ‬ومنهم‭ ‬الموظف‭ ‬والعاطل‭ ‬والمتزوج،‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬الفئات،‭ ‬حماساَ‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أرقاماً‭ ‬صعبة‭ ‬بالصف‭ ‬الأول‭ ‬للذود‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حياضه‭.‬

أن‭ ‬يكونوا‭ ‬كرجال‭ ‬أوائل‭ ‬بالفصيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الاحتياطية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انشغالاتهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬وارتباطاتهم‭ ‬الأسرية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتظروا‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬سؤالا‭ ‬لذلك،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬“نداء‭ ‬الواجب”‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬يعرفه‭ ‬الجميع،‭ ‬ويحترمه،‭ ‬ويقدره‭ ‬عالياً‭.‬

‭ ‬القرب‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬والنزول‭ ‬له‭ ‬بوصلة‭ ‬المسار‭ ‬لمعرفة‭ ‬الحقيقة‭ ‬وتغيير‭ ‬الواقع،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬أو‭ ‬الوزير‭ ‬أو‭ ‬المدير‭ ‬فحسب،‭ ‬إنما‭ ‬على‭ ‬الصحافيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬والشعراء‭ ‬والمثقفين‭ ‬والنواب‭ ‬والبلديين‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬يتحملون‭ ‬مسؤولية‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬صوتا‭ ‬صادحاً‭ ‬له،‭ ‬كل‭ ‬بمكانه‭ ‬ومقدرته‭ ‬واستطاعته‭. ‬هذا‭ ‬القرب‭ ‬يغرس‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وينظم‭ ‬الأولويات‭ ‬ويذكر‭ ‬الغافلين‭ ‬بواجباتهم‭ ‬تجاه‭ ‬غيرهم،‭ ‬ويوثق‭ ‬صلات‭ ‬الرحم‭ ‬الضائعة‭ ‬والمفقودة،‭ ‬وكلها‭ ‬أمور‭ ‬أوصى‭ ‬بها‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام،‭ ‬فأين‭ ‬هم‭ ‬السباقون‭ ‬بذلك؟

‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬هي‭ ‬نكهة‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي،‭ ‬وأفضل‭ ‬ما‭ ‬خرج‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬حيث‭ ‬مثلت‭ ‬إضافة‭ ‬حقيقية‭ ‬للشفافية‭ ‬والمكاشفة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬البحرينية‭ ‬كلها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬وضعت‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬تحت‭ ‬مجهر‭ ‬المساءلة،‭ ‬وبأعلى‭ ‬سقف‭ ‬ممكن،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬ومحمود‭ ‬ومشكور،‭ ‬ويعكس‭ ‬إرادة‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬طرفاً‭ ‬فاعلاً‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬لوطن‭ ‬أفضل‭ ‬وأجمل‭.‬

‭ ‬استذكر‭ ‬المواطنون‭ ‬بألم،‭ ‬مآثر‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬الراحل‭ ‬خالد‭ ‬إبراهيم‭ ‬قمبر‭ (‬بو‭ ‬مصعب‭) ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وغفر‭ ‬له،‭ ‬والذي‭ ‬لقي‭ ‬ربه‭ ‬بعد‭ ‬مضاعفات‭ ‬ألمت‭ ‬به،‭ ‬بسبب‭ ‬مرض‭ ‬السكلر،‭ ‬بعد‭ ‬لحظات‭ ‬جميلة‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬وأولاده‭ ‬بالمستشفى،‭ ‬وكأن‭ ‬العناية‭ ‬الإلهية‭ ‬أرادت‭ ‬له‭ ‬ولهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خاتمة‭ ‬اللحظات‭ ‬وهو‭ ‬معهم،‭ ‬وبقربهم‭.‬

ما‭ ‬كتبه‭ ‬المواطنون‭ ‬عن‭ ‬قمبر،‭ ‬من‭ ‬محاسن‭ ‬أخلاقية،‭ ‬ومواقف‭ ‬طيبة،‭ ‬وخدمات‭ ‬جليلة‭ ‬قدمها‭ ‬للناس،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬بلديا‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬تذكرنا‭ ‬جميعا‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬الصالح‭ ‬هو‭ ‬مسك‭ ‬الختام،‭ ‬والخلاصة‭ ‬التي‭ ‬سنخرجها‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬الفانية‭.‬