المحرق والإدارة العامة والتنظيمية منذ 152 عاما (3)

| د. حسين المهدي

‭ ‬شهدت‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬“أم‭ ‬المدن”‭ ‬انطلاق‭ ‬أسس‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬والتنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البلاد‭ (‬1869‭ - ‬1932م‭)‬،‭ ‬معتمدين‭ ‬تطور‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬زمنية‭ ‬ثلاث‭. ‬الأولى‭: (‬1920‭ - ‬1950م‭)‬،‭ ‬والثانية‭: (‬1951‭ - ‬1970م‭) ‬والثالثة‭: (‬1971‭ - ‬2021م‭)‬،‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬الدكتورة‭ ‬منى‭ ‬عباس‭ ‬فضل‭ ‬“لامركزية‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ (‬2016م‭)‬،‭ ‬واصفةً‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬بـ‭ ‬“مرحلة‭ ‬تصريف‭ ‬الأعمال‭ ‬والخدمات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تطلب‭ ‬وجودها‭ ‬ازدهار‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬ووجود‭ ‬الأجانب‭ ‬بالبلاد،‭ ‬ما‭ ‬لزم‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬محاكم‭ ‬وقوانين‭ ‬خاصة‭ ‬بهم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬متغيرات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وسياسية‭ ‬بينت‭ ‬أهمية‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الموارد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وزراعة‭ ‬النخيل‭ ‬ومصائد‭ ‬الأسماك‭ ‬وتنظيم‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة،‭ ‬والمالية‭ ‬العامة‭ ‬والشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬مع‭ ‬تأسيس‭ ‬بلدية‭ ‬المنامة‭ ‬كأول‭ ‬جهاز‭ ‬إداري‭ ‬للبلد‭ (‬1919م‭) ‬والمجلس‭ ‬البلدي‭ (‬1920م‭)‬،‭ ‬للخدمات‭ ‬العامة‭ ‬كالصحة‭ ‬والنقل‭ ‬والكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬وحرس‭ ‬الأسواق‭. ‬ثم‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬“العرفي”‭ ‬و”الدائرة‭ ‬المستشارية”‭ (‬1926م‭)‬،‭ ‬وبلدية‭ ‬المحرق‭ (‬1927م‭).‬

المرحلة‭ ‬الثانية،‭ ‬عرفتها‭ ‬الدكتورة‭ ‬فضل‭ ‬“مرحلة‭ ‬الإنماء‭ ‬والحقوق‭ ‬المدنية”‭ (‬1951‭ - ‬1970م‭)‬،‭ ‬لتحديث‭ ‬الأنظمة‭ ‬الإدارية‭ ‬للمرحلة‭ ‬الأولى،‭ ‬وبدأت‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬مع‭ ‬لعب‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬كمورد‭ ‬أساسي‭ ‬للدخل‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اندثار‭ ‬قطاع‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬وظهور‭ ‬دوائر‭ ‬خدمية،‭ ‬مثل‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والصحة‭ ‬والمواصلات‭ ‬والأشغال‭ ‬العامة‭ ‬والطرق،‭ ‬ضمن‭ ‬“إدارة‭ ‬مركزية‭ ‬للبلديات”‭ (‬1951م‭) ‬شملت‭ ‬14‭ ‬دائرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد،‭ ‬مؤدية‭ ‬لنقلة‭ ‬نوعية‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬وإصدار‭ ‬القوانين‭ ‬الجنائية‭ ‬والمدنية‭ ‬والتجارية‭ ‬والعمالية‭ ‬مقسمة‭ ‬المحاكم‭ ‬“جنائية‭ ‬ومدنية‭ ‬وشرعية”‭. ‬وحل‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ (‬1954م‭)‬،‭ ‬وإقرار‭ ‬“نظام‭ ‬حكومي‭ ‬للتقاعد”‭ (‬1955م‭). ‬تأسس‭ ‬أول‭ ‬“مجلس‭ ‬إداري”‭ ‬للدولة،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بـ‭ ‬“دائرة‭ ‬السكرتارية”‭ (‬1956م‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬تشكيل‭ ‬مجلسي‭ ‬المعارف‭ ‬والصحة‭ ‬ثم‭ ‬الشروع‭ ‬بتأسيس‭ ‬“الجهاز‭ ‬الإداري”‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬دائرة‭ ‬بالستينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬20‭ ‬كقوة‭ ‬الدفاع،‭ ‬والمالية‭ ‬والنفط‭ ‬والإسكان‭ ‬والجمارك‭ ‬والموانئ،‭ ‬والبريد‭ ‬بالدائرة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والشرطة‭ ‬والهجرة‭ ‬بدائرة‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬ودوائر‭ ‬أخرى‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬والمحاكم‭ ‬والسجل‭ ‬العقاري‭ ‬وأموال‭ ‬القاصرين‭ ‬بدائرة‭ ‬العدل،‭ ‬والخدمات‭ ‬الهندسية‭ ‬والأشغال‭ ‬والماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬والمواصلات‭ ‬بدائرة‭ ‬التنمية،‭ ‬ودائرة‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ودائرة‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة‭ ‬والشؤون‭ ‬القروية،‭ ‬وتشكيل‭ ‬“لجنة‭ ‬عمالية‭ ‬استشارية”‭ (‬1957م‭)‬،‭ ‬و”دائرة‭ ‬الإسكان”‭ (‬1963م‭).‬

وبدأ‭ ‬عقد‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بتشكيل‭ ‬أول‭ ‬إداري‭ ‬مقارب‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وهو‭ ‬“مجلس‭ ‬الدولة”‭ ‬في‭ (‬1970م‭)‬،‭ ‬ويتألف‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬و12‭ ‬عضواً‭ ‬وهم‭ ‬رؤساء‭ ‬الدوائر‭ ‬الحكومية‭ ‬ومستشار‭ ‬قانوني‭. ‬وللموضوع‭ ‬تتمة‭.‬