مُلتقطات

مواطنة... ارحموني بشقة!

| د. جاسم المحاري

أفاضت‭ ‬الأدبيات‭ ‬المعاصرة‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬المرأة،‭ ‬حيث‭ ‬عجزت‭ ‬كلماتها‭ ‬عن‭ ‬وصف‭ ‬دورها‭ ‬المؤثر‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تزرع‭ ‬فيها‭ ‬المبادئ‭ ‬العُليا‭ ‬وتُرسّخها‭ ‬بالقيم‭ ‬السامية‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬مُتضمنات‭ ‬متونها‭ ‬أنّها‭ ‬“المرآة”‭ ‬العاكسة‭ ‬لمدى‭ ‬تقدّمه‭ ‬واتساع‭ ‬تطوّره‭ ‬ومواكبة‭ ‬رُقيّه‭ ‬بعد‭ ‬تقدير‭ ‬مجتمعها‭ ‬المُحيط‭ ‬جُملة‭ ‬حُقوقِها‭ ‬ومُساندتها‭ ‬في‭ ‬تلاحم‭ ‬وارتقاء‭ ‬أجياله‭ ‬اللاحقة‭ ‬بمختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والأدبية‭ ‬والفكريّة‭ ‬والسياسيّة‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬وغيرها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الأساس‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تحمّل‭ ‬المسؤولية‭ ‬ومواجهة‭ ‬الصّعاب‭ ‬وتميّز‭ ‬المشاركات‭ ‬وتنوّع‭ ‬الأدوار‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬بمتعدد‭ ‬مستوياتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أوضحه‭ ‬شكلاً‭ ‬ومضموناً‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬تمتّعها‭ - ‬في‭ ‬لوائح‭ ‬وبنود‭ ‬اتّفاقياته‭ ‬لأيّ‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية‭ - ‬بأسانيد‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬لها‭ ‬العيش‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الخوف‭ ‬والاستغلال‭ ‬والذي‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬ضمن‭ ‬نصوص‭ ‬القوانين‭ ‬وبنود‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬بما‭ ‬تُتيحه‭ ‬قوائم‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬وصحيّة،‭ ‬تُجنبها‭ ‬الأعباء‭ ‬والمسؤوليات‭.‬

ونستعرض‭ ‬هنا‭ ‬حال‭ ‬المواطنة،‭ ‬التي‭ ‬تمضي‭ ‬حالياً‭ ‬فترة‭ ‬“العدّة”‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬طليقها‭ ‬بعد‭ ‬زواج‭ ‬لم‭ ‬يدم‭ ‬طويلاً،‭ ‬هذه‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬أنهكتها‭ ‬معاناتها‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬بعد‭ ‬تهديدات‭ ‬طليقها‭ ‬لها‭ ‬بالطرد‭ ‬تارة‭ ‬وبالقتل‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬للكاتب؛‭ ‬قد‭ ‬غصّت‭ ‬حياتها‭ ‬بجحيم‭ ‬المآسي‭ ‬وهول‭ ‬الشقاء‭ ‬والتي‭ ‬استحالت‭ ‬معها‭ ‬استقامة‭ ‬حياتها‭ ‬الزوجية،‭ ‬وما‭ ‬انفكّت‭ ‬تتذوق‭ ‬بسببها‭ ‬جرعات‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬أيامها‭ ‬الحاضرة‭ ‬بين‭ ‬بلاغات‭ ‬المراكز‭ ‬وجلسات‭ ‬المحاكم،‭ ‬يصحبها‭ ‬فيها‭ ‬حظّها‭ ‬العاثر‭ ‬الذي‭ ‬أخضعها‭ ‬لظروف‭ ‬قاسية‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭ ‬أو‭ ‬رأفة‭ ‬بحال‭. ‬

نافلة‭:‬

‭ ‬تنشدُ‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬استعرضنا‭ ‬قصتها‭ ‬بإلحاح‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬بمملكتنا‭ ‬الحبيبة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬فرصة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬“شقة‭ ‬سكنية”‭ ‬تؤويها‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أوشكت‭ ‬مدة‭ ‬عدّتها‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬لتعود‭ ‬بعدها‭ ‬لحياة‭ ‬البؤس‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬مأساويتها‭ ‬بعد‭ ‬فقد‭ ‬والدها‭ ‬مؤخراً‭.‬