في رحاب المدارس الخضراء

| محمد الحلِّي

لطالما‭ ‬شكلت‭ ‬قضايا‭ ‬البيئة‭ ‬وحمايتها‭ ‬أهمية‭ ‬عظمى‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬حيث‭ ‬عكف‭ ‬العلماء‭ - ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بذل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬المكثفة‭ ‬والمتواصلة‭ - ‬على‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المستدامة‭ ‬لهذه‭ ‬القضايا‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬بكل‭ ‬تفرعاتها‭ ‬العمرانية‭ ‬والحضرية‭ ‬والاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬بتفعيل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬وإصدار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬وتطوير‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬اكتشاف‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬الإبداعية‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬المتلاحقة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬“جائزة‭ ‬بابكو‭ ‬للمدرسة‭ ‬الخضراء”‭ ‬مؤخرا‭ ‬لتضاف‭ ‬لجهود‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬قيم‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬طلبتنا‭ ‬الأعزاء،‭ ‬ومدهم‭ ‬بالمعارف‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬حماية‭ ‬البيئة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تكون‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬بناء‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬المبتكرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭.‬

إن‭ ‬مشاركة‭ ‬طلابنا‭ ‬الأعزاء‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬المدرسة‭ ‬الخضراء‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬مدارس‭ ‬المملكة‭ ‬“في‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بكل‭ ‬آثارها‭ ‬وانعكاساتها”‭ ‬بإعداد‭ ‬أفكار‭ ‬المشروع‭ ‬بين‭ ‬المجموعات‭ ‬الطلابية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحويل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬لنماذج‭ ‬ومجسمات‭ ‬عملية‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ليؤكد‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬روح‭ ‬الإصرار‭ ‬والمثابرة‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬طلبتنا‭ ‬وقدرتهم‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬التحديات‭ ‬المستقبلية‭ ‬ومدى‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬تدريبهم‭.‬

 

نقطة‭ ‬أخيرة

إن‭ ‬نتائج‭ ‬المبهرة‭ ‬الشراكة‭ ‬المتواصلة،‭ ‬والتعاون‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أعوام‭ ‬عديدة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬يأتي‭ ‬ليؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬طرحناه‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬التواصل‭ ‬والشراكة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة‭ ‬وشركاتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭.. ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬عموما‭.‬