المرأة البحرينية في القرن العشرين

| عبدعلي الغسرة

للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تاريخ‭ ‬مجيد‭ ‬وخالد‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬حضورًا‭ ‬مُتميزًا،‭ ‬أسريًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬وثقافيًا‭ ‬وسياسيًا،‭ ‬وساهمت‭ ‬بقوة‭ ‬وفاعلية‭ ‬بنهضة‭ ‬مجتمعها‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقها‭ ‬كامرأة‭ ‬ومواطنة،‭ ‬وأثمر‭ ‬ذلك‭ ‬نيلها‭ ‬حقوقًا‭ ‬جعلتها‭ ‬مُشاركة‭ ‬بجدارة‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬كتاب‭ ‬“المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين”‭ ‬للكاتبتين‭ ‬“د‭. ‬سبيكة‭ ‬محمد‭ ‬النجار‭ ‬والأستاذة‭ ‬فوزية‭ ‬حسن‭ ‬مطر”،‭ ‬يَسرد‭ ‬تاريخ‭ ‬وحراك‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬التعليم‭ ‬وبعده،‭ ‬قبل‭ ‬النفط‭ ‬وبعده،‭ ‬وعن‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وأحداثها،‭ ‬وأبرز‭ ‬الكتاب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬والأحداث‭ ‬والشخصيات‭ ‬البحرينية‭ ‬والعربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬شهودًا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬العصر‭ ‬وأحداثه‭.. ‬صفحات‭ ‬مليئة‭ ‬بقصص‭ ‬وحكايات‭ ‬وتجارب‭ ‬نسائية‭ ‬“لنساء‭ ‬مازلن‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة”،‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬الغليظ،‭ ‬لكن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لم‭ ‬تستسلم‭ ‬لذلك‭ ‬الواقع،‭ ‬فناضلت‭ ‬وتعلمت‭ ‬وقرأت‭ ‬وكتبت،‭ ‬واخترقت‭ ‬جدران‭ ‬المنزل‭ ‬وخرجت‭ ‬من‭ ‬أبوابه‭ ‬للعمل‭ ‬كمُدرسة‭ ‬وممرضة،‭ ‬وذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬تمردًا‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬كذلك‭ ‬فهو‭ ‬تمرد‭ ‬إيجابي‭ ‬لاسترجاع‭ ‬حقوقها‭ ‬ودفاعًا‭ ‬عن‭ ‬حياتها‭ ‬وكرامتها،‭ ‬وهو‭ ‬تمرد‭ ‬يُعيد‭ ‬للمجتمع‭ ‬نصفه‭ ‬الآخر،‭ ‬إنها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬أوجد‭ ‬الله‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬والكفاءات،‭ ‬وجعل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الرحمة‭ ‬على‭ ‬أسرتها‭ ‬ومجتمعها‭.‬

هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬سفرٌ‭ ‬جميل‭ ‬لتاريخ‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان،‭ ‬وأورد‭ ‬الكتاب‭ ‬أحداث‭ ‬البحرين‭ ‬التعليمية‭ ‬والصحية‭ ‬والسياسية‭ ‬والثقافية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬مُعززة‭ ‬بالأرقام‭ ‬والإحصائيات،‭ ‬وزُينت‭ ‬بعددٍ‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬الشاهدة‭ ‬عليها،‭ ‬واشتمل‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬أجزائه‭ ‬الثلاثة‭ ‬على‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬ذلك‭ ‬العصر‭ ‬واللاتي‭ ‬أصبحن‭ ‬نماذج‭ ‬يُقتدى‭ ‬بها‭ ‬ومنارات‭ ‬للأمل‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬جدران‭ ‬الصمت‭ ‬والحرمان‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬الحرية‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية‭.‬

 

كتاب‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬إضافة‭ ‬ثقافية‭ ‬وتاريخية‭ ‬إلى‭ ‬المكتبة‭ ‬البحرينية‭ ‬والعربية،‭ ‬ويستحق‭ ‬الاقتناء‭ ‬والقراءة‭ ‬لمن‭ ‬فاته‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وتاريخ‭ ‬نسائها،‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬للكاتبتين‭.‬