سوالف

العاملين في قناة الجزيرة وتركيبهم البيولوجي

| أسامة الماجد

إن‭ ‬المحاولات‭ ‬الحاقدة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬قناة‭ ‬“الجزيرة”‭ ‬لضرب‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وطعن‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬بحجة‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬المزيف،‭ ‬هي‭ ‬“وسيلة‭ ‬مكشوفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعطيل‭ ‬وعرقلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬العلا”‭ ‬كما‭ ‬بينت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬استهداف‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬قطر‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬يأتي‭ ‬مخالفا‭ ‬لمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭.‬

لو‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬قطر‭ ‬استبدال‭ ‬الحروف‭ ‬العربية‭ ‬باللاتينية‭ ‬لفعلت‭ ‬ذلك،‭ ‬فهي‭ ‬بإعلامها‭ ‬المحرض‭ ‬غير‭ ‬مخلصة‭ ‬لمحيطها‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬وأثبتت‭ ‬بالتحليل‭ ‬والتفسير‭ ‬أنها‭ ‬ضد‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك،‭ ‬وعدم‭ ‬مراعاة‭ ‬الأهداف‭ ‬الأساسية‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وبعيدة‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف،‭ ‬وبدل‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قلبا‭ ‬ويدا‭ ‬واحدة‭ ‬نراها‭ ‬تسعى‭ ‬بلذة‭ ‬وخباثة‭ ‬لزرع‭ ‬التفرقة‭ ‬والفتنة‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭.‬

دستور‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬حافل‭ ‬بالمعلومات‭ ‬القيمة،‭ ‬كالمصير‭ ‬المشترك‭ ‬والتكامل‭ ‬والترابط‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين،‭ ‬والالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والإخاء‭ ‬والتضامن‭ ‬والسلام،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الإعلام‭ ‬القطري‭ ‬يخالف‭ ‬قرارات‭ ‬المجلس‭ ‬ومسارات‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬بالطرح‭ ‬العدائي‭ ‬الذي‭ ‬يتعمده‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬وتركيبهم‭ ‬البيولوجي،‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القناة‭ ‬لا‭ ‬يعتنق‭ ‬أية‭ ‬قيم‭ ‬أو‭ ‬مبادئ‭ ‬ولا‭ ‬يحترم‭ ‬المقدسات‭ ‬والقوانين،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬غير‭ ‬تصدير‭ ‬ألوان‭ ‬الفكر‭ ‬المضلل‭ ‬الذي‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬والمثل‭ ‬العربية،‭ ‬ومن‭ ‬الواقع‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نكران‭ ‬فيه،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬وضعتهم‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬“جزيرتها”‭ ‬غير‭ ‬متسلحين‭ ‬بأخلاق‭ ‬الاعلاميين،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬مبرمجون‭ ‬للعمل‭ ‬ضد‭ ‬عزة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬ومجدها،‭ ‬وليس‭ ‬لهم‭ ‬أي‭ ‬كيان‭ ‬جغرافي‭ ‬معروف‭ ‬ولا‭ ‬يشعرون‭ ‬بالعروبة‭ ‬الأصيلة‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬درس‭ ‬التاريخ،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مغزاه،‭ ‬قطر‭ ‬خلقت‭ ‬قناة‭ ‬“الجزيرة”‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬أية‭ ‬أمة‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬العقائد‭ ‬والآداب‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والقوانين‭ ‬والنظم،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬أبصارنا‭.‬