أمام “البرلمان الأوروبي” وقناة “الجزيرة”.. شعب البحرين مع قيادته وسيادته

| عادل عيسى المرزوق

تراءت‭ ‬لي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬والمقولات‭ ‬التي‭ ‬عايشتها‭ ‬وسمعتها‭ ‬شخصيّا‭ ‬كما‭ ‬عاشها‭ ‬الكثيرون‭ ‬غيري‭ ‬نستذكرها‭ ‬مما‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نسميها‭ ‬دروسًا‭ ‬عميقة‭ ‬من‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بغرس‭ ‬مبدأ‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬بلادنا‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين”،‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادتنا‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬ورعاها،‭ ‬فكان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬أي‭ ‬إساءة‭ ‬للوطن‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬كان،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬يكون‭ ‬منصبًّا‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭.. ‬تراءت‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬ونحن‭ ‬نتابع‭ ‬ما‭ ‬يصدره‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬تستهدف‭ ‬بلادنا،‭ ‬وما‭ ‬تنشره‭ ‬قناة‭ ‬“الجزيرة”‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬نقبله‭ ‬وهو‭ ‬“الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين”‭.‬

إن‭ ‬النتيجة‭ ‬الثابتة‭ ‬والواضحة،‭ ‬والموقف‭ ‬المبدئي‭ ‬الراسخ،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬يقف‭ ‬مع‭ ‬وطنه‭ ‬وقيادته‭ ‬واستقلاله‭ ‬وسيادته،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ملفات‭ ‬أو‭ ‬قضايا‭ ‬تستدعي‭ ‬البحث‭ ‬والحلول،‭ ‬فالبحرين‭ ‬بمؤسساتها‭ ‬وأنظمتها‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬قضاياها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬الوصاية‭ ‬والتوجيه،‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬أستند‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬نظمتها‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬2020،‭ ‬فمن‭ ‬ناحية،‭ ‬تحظى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬باهتمام‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والبحرين‭ ‬عززت‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬المسيرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مؤشرات‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية،‭ ‬فالاتحاد‭ ‬شريك‭ ‬اقتصادي‭ ‬للبحرين،‭ ‬ولدينا‭ ‬روابط‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والثقافي‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مؤمنة،‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بأهمية‭ ‬النقاش‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬المشتركة،‭ ‬ولهذا‭ ‬نرى‭ ‬حرص‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬ممارسات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وآلياتها‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تطورًا‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬والجانب‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبيانات‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬ضد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬لمن‭ ‬يعطينا‭ ‬الدروس‭ ‬ويعلمها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مهم‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬فعله‭ ‬وفي‭ ‬ظروف‭ ‬مختلفة،‭ ‬فالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬وبرلمانه‭ ‬مهم،‭ ‬لكن‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬مرفوضة‭.. ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬ونقطة‭ ‬على‭ ‬السطر‭.‬

نحن‭ ‬كبلاد‭ ‬صغيرة‭ ‬على‭ ‬جغرافيا‭ ‬العالم،‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬السياسية‭ ‬العالمية‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬مضت،‭ ‬وهذه‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬والدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬ومرئيات‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يلزمنا‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬عليها،‭ ‬ولو‭ ‬تحدثنا‭ ‬ممارسات‭ ‬“قناة‭ ‬الجزيرة”،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬“عنوان‭ ‬الإساءة”‭ ‬المستمرة،‭ ‬وحين‭ ‬نشارك‭ ‬كمواطنين‭ ‬في‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬يرفض‭ ‬تلك‭ ‬الإساءات،‭ ‬فهذا‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬واجبنا‭ ‬الوطني،‭ ‬ومن‭ ‬أسس‭ ‬ذلك‭ ‬الواجب‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والنسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬متماسكًا‭ ‬وقويًّا،‭ ‬وفي‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬فإن‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬جميعًا‭ ‬على‭ ‬صد‭ ‬أي‭ ‬إساءة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقضايانا‭ ‬الداخلية،‭ ‬فالقيادة‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬فتحت‭ ‬الأبواب‭ ‬وقدمت‭ ‬الدعم‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬ولأننا‭ ‬دولة‭ ‬مؤسسات،‭ ‬نقول‭ ‬أن‭ ‬شؤوننا‭ ‬الداخلية‭ ‬هي‭ ‬أمر‭ ‬يدخل‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“سيادة‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬واستقلاله”،‭ ‬وسنبقى‭ ‬دائمًا‭ ‬رافضين‭ ‬لأي‭ ‬تدخلات‭ ‬أو‭ ‬وصايا‭ ‬“سافرة”‭ ‬تستهدف‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭.‬