لمحات

عمال التوصيل

| د.علي الصايغ

يتعرض‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬التوصيل‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬الدراجات‭ ‬النارية‭ ‬لتوصيل‭ ‬طلبات‭ ‬المطاعم‭ ‬وغيرها‭ ‬إلى‭ ‬المنازل‭ ‬والمكاتب‭ ‬للخطير‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تودي‭ ‬بحياتهم‭ ‬أحياناً‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭.‬

ولا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬أحداً‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬ذلك‭ ‬المشهد‭ ‬الدامي‭ ‬لعامل‭ ‬التوصيل‭ ‬وهو‭ ‬ملقى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬يجلس‭ ‬مُصاباً‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬دراجته‭ ‬النارية‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬وتحطمت‭ ‬بفعل‭ ‬حادث‭ ‬اصطدام‭ ‬مع‭ ‬سيارة،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬الحادث،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عرض‭ ‬حياة‭ ‬إنسان‭ ‬للخطر،‭ ‬إنسان‭ ‬تغرب‭ ‬طلباً‭ ‬للرزق،‭ ‬لا‭ ‬ليعود‭ ‬إلى‭ ‬دياره‭ ‬جثة‭ ‬هامدة‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭.‬

إن‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬الكبيرة‭ ‬سببين‭ ‬رئيسيين‭ ‬ألا‭ ‬وهما‭ ‬ضعف‭ ‬مهارة‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الدراجات‭ ‬النارية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬التمسته‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬مدربي‭ ‬سياقة‭ ‬الدراجات‭ ‬النارية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬التدريب‭ ‬التابعة‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتكبدون‭ ‬فيه‭ ‬العناء‭ ‬لتدريبهم،‭ ‬لكن‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬بعضهم‭ - ‬وهم‭ ‬من‭ ‬الجاليات‭ ‬الآسيوية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ - ‬أن‭ ‬يتقنوا‭ ‬قيادة‭ ‬الدراجات‭ ‬النارية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المدربين‭ ‬تحت‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬صعوبة‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬منح‭ ‬رخص‭ ‬قيادة‭ ‬الدراجات‭ ‬النارية‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الآخر‭ ‬فهو‭ ‬التهاون‭ ‬والاستهتار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬سواق‭ ‬السيارات،‭ ‬فعدم‭ ‬الانتباه‭ ‬والاهتمام‭ ‬والاكتراث‭ ‬بالسماح‭ ‬للدراجات‭ ‬النارية‭ ‬التي‭ ‬يستغلها‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬الطريق،‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬كثيرة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬يروح‭ ‬ضحيتها‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب‭.‬

 

إن‭ ‬المسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬فمن‭ ‬الأجدى‭ ‬عدم‭ ‬منح‭ ‬الرخص‭ ‬إليهم‭ ‬نهائياً‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬غير‭ ‬كفوئين‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬تمديد‭ ‬تدريبهم‭ ‬لمدد‭ ‬أطول،‭ ‬مهما‭ ‬طالت‭ ‬المدة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتقنوا‭ ‬القيادة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضرورة‭ ‬توخي‭ ‬قادة‭ ‬السيارات‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يزهقوا‭ ‬أرواحاً‭ ‬أو‭ ‬يتسببوا‭ ‬بإيذاء‭ ‬هؤلاء‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬ممن‭ ‬قست‭ ‬عليهم‭ ‬الظروف‭ ‬ودعتهم‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاغتراب‭ ‬والعمل‭ ‬خارج‭ ‬بلدانهم‭.‬