سوالف

ما مدى مصداقية هذه الدول في السلام العالمي

| أسامة الماجد

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ينتابني‭ ‬شعور‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أطراف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬تقبل‭ ‬سياسة‭ ‬استمرار‭ ‬محاولات‭ ‬ميليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬استهداف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬بشكل‭ ‬متعمد‭ ‬وممنهج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬“مفخخة”،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬بعض‭ ‬التعميم،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمعظم‭ ‬الدول‭ ‬الكبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬حكوماتها‭ ‬قد‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الإرهاب‭ ‬وزراعة‭ ‬أفيونه‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬أقصر‭ ‬طريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬بعض‭ ‬أغراضها‭ ‬السياسية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تحاول‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬بمظهر‭ ‬الدول‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬وتنتقد‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬صغيرة‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬كبيرة‭ ‬إذا‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭.‬

الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أراضيها‭ ‬الطاهرة‭ ‬مهما‭ ‬كثرت‭ ‬غارات‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية،‭ ‬ولديها‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الردع‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصمد‭ ‬أمامها‭ ‬دول‭ ‬عملاقة‭ ‬وتستطيع‭ ‬بقوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬الجبارة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أية‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬بضع‭ ‬دقائق،‭ ‬وتمتلك‭ ‬ترسانة‭ ‬كبيرة‭ ‬تقترب‭ ‬في‭ ‬الحجم‭ ‬والقوة‭ ‬من‭ ‬ترسانات‭ ‬الدول‭ ‬العظمى،‭ ‬لكن‭ ‬السعودية‭ ‬تستلهم‭ ‬سياستها‭ ‬من‭ ‬عقيدة‭ ‬الإسلام‭ ‬السمحاء،‭ ‬وتدعو‭ ‬دائما‭ ‬للخير‭ ‬والبناء‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬وتؤمن‭ ‬بالتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬نظمها‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير،‭ ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬نرى‭ ‬دولا‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬منبع‭ ‬الشر‭ ‬والإرهاب‭ ‬“إيران”‭ ‬تخرق‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وجميع‭ ‬مبادئ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتعمل‭ ‬بأوراق‭ ‬مكشوفة‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ومشروعاتها‭ ‬وخططها‭ ‬الإرهابية‭ ‬لا‭ ‬تتوقف،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬أطراف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬متخاذلة‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬في‭ ‬إدانة‭ ‬الأعمال‭ ‬الإجرامية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وهذا‭ ‬يثير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬مصداقيتها‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬واحترام‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬وإدانة‭ ‬الإرهاب‭.‬

على‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬المتخاذلة‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬رشدها‭ ‬وعدم‭ ‬نكث‭ ‬الوعود‭ ‬والمواثيق،‭ ‬فإيران‭ ‬العدو‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬إليه‭ ‬الضربة‭ ‬الأساسية‭ ‬وما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬شراكة‭ ‬في‭ ‬التآمر‭ ‬والإجرام‭.‬