مواقف إدارية

يجب أن تزال البيروقراطية بشكل تام

| أحمد البحر

كان‭ ‬حديث‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬بمثابة‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬حسب‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬“التوجهات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تحددها‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬منظمة‭ ‬ما‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬زمني‭ ‬محدد”‭.‬

لقد‭ ‬مر‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬محطات‭ ‬العمل‭ ‬المختلفة،‭ ‬وأود‭ ‬في‭ ‬مقالتي‭ ‬هذه‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬مقولته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬“يجب‭ ‬أن‭ ‬تزال‭ ‬البيروقراطية‭ ‬بشكل‭ ‬تام”،‭ ‬لكي‭ ‬أذكر‭ ‬شيئًا‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬البيروقراطية‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬نظرنا‭ ‬إليها‭ ‬بأنها‭ ‬أحد‭ ‬العوائق،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العائق‭ ‬الرئيس‭ ‬المؤثر‭ ‬في‭ ‬الانسياب‭ ‬الطبيعي‭ ‬والمرن‭ ‬للأعمال‭ ‬وسرعة‭ ‬إنجازها‭.‬

تعرّف‭ ‬المصادر‭ ‬الإدارة‭ ‬البيروقراطية‭ ‬بأنها‭ ‬“نمط‭ ‬الإدارة‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الرسمية‭ ‬والمركزية‭ ‬والتخصص‭ ‬الوظيفي‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬الهيكل‭ ‬التنظيمي‭ ‬المصاحب‭ ‬للإدارة‭ ‬البيروقراطية‭ ‬بأنه‭ ‬هيكل‭ ‬بيروقراطي‭ ‬غير‭ ‬مرن”‭.‬

خلاف‭ ‬ذاك‭ ‬الهيكل‭ ‬التنظيمي‭ ‬الجامد‭ ‬وغير‭ ‬المرن،‭ ‬الذي‭ ‬يتصف‭ ‬بتعدد‭ ‬المستويات‭ ‬الإدارية‭ ‬وحصر‭ ‬عملية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬التنظيم‭ ‬المسطح‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالهيكل‭ ‬التنظيمي‭ ‬المرن‭ ‬أو‭ ‬المسطح‭. ‬يتميز‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬المصادر‭ ‬بـ‭ ‬“قلة‭ ‬عدد‭ ‬المستويات‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭ ‬واتساع‭ ‬نطاق‭ ‬إشراف‭ ‬المديرين‭ ‬وتكون‭ ‬عملية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬لا‭ ‬مركزية”‭.‬

كما‭ ‬يتميز‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬حسب‭ ‬المصادر،‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مسؤوليات‭ ‬الموظفين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القاعدة‭ ‬حيث‭ ‬تتوزع‭ ‬المسؤوليات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬وليس‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬فقط‭. ‬ومن‭ ‬سمات‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬أيضًا‭ ‬تطبيق‭ ‬عملية‭ ‬التفويض‭ ‬لسلطة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬ليشمل‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القاعدة‭ ‬ويلغي‭ ‬المستويات‭ ‬التنظيمية‭ ‬غير‭ ‬الأساسية‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬حديث‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الشامل‭ ‬هو‭ ‬وكما‭ ‬ذكرنا‭ ‬آنفًا‭ ‬بمثابة‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬تسير‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬2030،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يقول‭ ‬سموه‭ ‬“إن‭ ‬مساعي‭ ‬التطور‭ ‬والنماء‭ ‬مستمرة‭ ‬ونحن‭ ‬نملك‭ ‬طموحًا‭ ‬لمستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬وحاضرها‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له،‭ ‬ونسعى‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬حكومي‭ ‬فاعل‭ ‬وعلى‭ ‬كفاءة‭ ‬وبحجم‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية”‭.‬