مُلتقطات

خريجو “التربية الرياضية”.. بين عاطل وعاطلة

| د. جاسم المحاري

برزت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المُعيقات‭ ‬الاقتصاديّة‭ ‬والاجتماعيّة‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬بصورة‭ ‬مُتعاظمة‭ ‬عالمياً،‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬القُدرات‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬مؤهلةً‭ ‬لإشغال‭ ‬موقعٍ‭ ‬وظيفيّ‭ ‬أو‭ ‬إثبات‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬سلك‭ ‬طرق‭ ‬البحث‭ ‬عنه،‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬مشكلة‭ ‬“البطالة”‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬فئات‭ ‬عمرية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬بما‭ ‬تفيض‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مخزون‭ ‬هائل‭ ‬بالطاقة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الخلاقة،‭ ‬إلى‭ ‬أنْ‭ ‬تفاقمت‭ ‬ووضعت‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬معاييرها‭ ‬المعتمدة‭ ‬كأهمّ‭ ‬المؤشرات‭ ‬لتقييم‭ ‬الأداء‭ ‬وبناء‭ ‬القرارات‭ ‬واستشراف‭ ‬مساراتها‭ ‬المستقبلية‭.‬

ويُعدّ‭ ‬خريجو‭ ‬تخصص‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية‭ - ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تجرّعت‭ ‬البطالة‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬يُكسب‭ ‬خريجيه‭ ‬القيم‭ ‬والاتجاهات‭ ‬والمعارف‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬مستوياتهم‭ ‬العقلية‭ ‬والجسدية‭ ‬بعد‭ ‬تنمية‭ ‬شخوصهم‭ ‬حركياً‭ ‬وفكرياً‭ ‬وبدنياً‭ ‬ونفسياً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تقوية‭ ‬روح‭ ‬المنافسة‭ ‬بينهم‭ ‬وتحسين‭ ‬إنتاجيتهم‭ ‬وزيادة‭ ‬عطائهم‭ ‬بعد‭ ‬تعويدهم‭ ‬العادات‭ ‬الصحية‭ ‬والقوام‭ ‬البدني‭ ‬السليم،‭ ‬حيث‭ ‬يُكسبون‭ ‬بدورهم‭ ‬طلبتهم‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإيجابية‭ ‬نظرياً‭ ‬ودعم‭ ‬السلوكات‭ ‬اللائقة‭ ‬ميدانياً،‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬البحرينيين‭ ‬–‭ ‬ذكوراً‭ ‬وإناثاً‭ ‬–‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬سنيّ‭ ‬مُعاناتهم‭ ‬دون‭ ‬وظيفة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬عاماً،‭ ‬تواصلوا‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬لإيصال‭ ‬صوتهم‭ ‬للمعنيين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بعد‭ ‬خطة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬اكتفت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬طلبة‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬مدارسها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير؛‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أفادوا‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬فيما‭ ‬أشاروا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تجميد‭ ‬التخصص‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬بصورة‭ ‬مستعجلة‭ ‬مؤقتاً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬وطنهم‭ ‬وحلحلة‭ ‬ملفهم‭ ‬بالتدريج‭ ‬بعد‭ ‬طول‭ ‬انتظار‭.‬

نافلة‭: ‬

إنّه‭ ‬لأمرٌ‭ ‬مُوجِع‭ ‬أنْ‭ ‬تصلَ‭ ‬أعداد‭ ‬الخريجين‭ ‬الذين‭ ‬يَتُوقون‭ ‬لخدمة‭ ‬وطنهم‭ ‬المعطاء‭ ‬أرقاماً‭ ‬تصاعدية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التخصصات،‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬الحلّ‭ ‬الجذري‭ ‬بتوفير‭ ‬الفرص‭ ‬الوظيفية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬وزارتي‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬وكذا‭ ‬إشراكهم‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬والمراكز‭ ‬الشبابية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المُعتبرة‭.‬