المرأة أيقونة الحياة

| عبدعلي الغسرة

تحتفل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وشعوبها‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬بيوم‭ ‬المرأة،‭ ‬“المرأة‭ ‬الأم‭ ‬والزوجة‭ ‬والابنة،‭ ‬ربة‭ ‬البيت‭ ‬والمعلمة،‭ ‬الطبيبة‭ ‬والممرضة،‭ ‬الصحافية‭ ‬والأديبة،‭ ‬الرئيسة‭ ‬والوزيرة‭ ‬والسفيرة،‭ ‬القاضية‭ ‬والمحامية،‭ ‬الموظفة‭ ‬والمهندسة‭ ‬والضابطة”،‭ ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬وطني‭ ‬مجيد‭ ‬للمرأة‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬تكريمًا‭ ‬للمرأة‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬وطنية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬ونسائية،‭ ‬ولإبراز‭ ‬دورها‭ ‬المجتمعي‭ ‬والإنمائي‭ ‬والإنساني‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ولزيادة‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬التغيير‭ ‬النسائي‭ ‬والمجتمعي‭.‬

وموضوع‭ ‬احتفال‭ ‬2021م‭ ‬بالمرأة‭ ‬“اختاري‭ ‬التحدي”،‭ ‬وهو‭ ‬تحدٍ‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬اختارته‭ ‬المرأة‭ ‬منذ‭ ‬وقتٍ‭ ‬طويل،‭ ‬حيث‭ ‬عاشت‭ ‬عقودًا‭ ‬من‭ ‬السنين‭ ‬لا‭ ‬يُعترف‭ ‬لها‭ ‬بحقوق‭ ‬ولا‭ ‬يُسمع‭ ‬لها‭ ‬رأي،‭ ‬تحدت‭ ‬واستبسلت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬ما‭ ‬استطاعت‭ ‬من‭ ‬حقوق،‭ ‬فحقوقها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬المجتمع‭ ‬لأنها‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬فيه،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬ولا‭ ‬المجتمع،‭ ‬ناضلت‭ ‬سنين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إثبات‭ ‬نفسها‭ ‬كامرأة‭ ‬ومواطنة‭ ‬وإنسانة‭ ‬لها‭ ‬حقوق‭ ‬كالرجل‭.‬

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تحمي‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ــ‭ ‬ومنهم‭ ‬النساء‭ ‬ــ‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وسلوكيات‭ ‬الأفراد‭ ‬الانحرافية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬وغيرها‭ ‬تصمت‭ ‬حين‭ ‬تتعرض‭ ‬النساء‭ ‬للاعتداءات‭ ‬المعنوية‭ ‬والجسدية‭ (‬القتل‭ ‬بذريعة‭ ‬الشرف‭)‬،‭ ‬فمواد‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬هجينة‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬إنسانية‭ ‬وكرامة‭ ‬وشرف‭ ‬المرأة‭.‬

من‭ ‬يقرأ‭ ‬تاريخ‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬يطَّلع‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬ناصعة‭ ‬من‭ ‬الاستبسال‭ ‬وما‭ ‬أثمرته‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬فقد‭ ‬خاضت‭ ‬المعارك‭ ‬مع‭ ‬أسرتها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تتعلم،‭ ‬فتعلمت‭ ‬وقرأت‭ ‬وكتبت،‭ ‬وكسرت‭ ‬حاجز‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬للعمل‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬وجدارة‭ ‬لممارسة‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬إنتاجي‭ ‬أو‭ ‬خدمي،‭ ‬ونالت‭ ‬حرية‭ ‬اختيار‭ ‬شريك‭ ‬حياتها،‭ ‬وتثقفت‭ ‬فشاركت‭ ‬في‭ ‬مُجمل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وتطوعت‭ ‬فكانت‭ ‬خير‭ ‬معين‭ ‬لمجتمعها‭ ‬وأفراده‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭.‬

وتقف‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬كورونا‭ ‬كربة‭ ‬بيت‭ ‬ومعلمة‭ ‬وطبيبة‭ ‬ومتطوعة‭ ‬وإنسانة،‭ ‬فالمساواة‭ ‬ليست‭ ‬بنوعية‭ ‬الجنس،‭ ‬إنما‭ ‬بالمنجز‭ ‬المجتمعي‭ ‬والإنساني،‭ ‬وبما‭ ‬يُضيفه‭ ‬أي‭ ‬منهما‭ ‬لنفسه‭ ‬ومجتمعه‭ ‬والآخرين،‭ ‬وبسبب‭ ‬كورونا‭ ‬تقوم‭ ‬النساء‭ ‬بقدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المنزلية‭ ‬والرعاية‭ ‬الأسرية‭ ‬بجانب‭ ‬أداء‭ ‬وظيفتها‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬فالمرأة‭ ‬أيقونة‭ ‬الحياة‭ ‬وزهرتها‭ ‬والنهر‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬ليسقي‭ ‬الجميع،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجميع‭ ‬نساء‭ ‬العالم‭ ‬بخير‭.‬