عفوا أميركا إنها السعودية

| د.خالد زايد

تبحث‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬“اللاشيء‭!‬”‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬مقتل‭ ‬الصحافي‭ ‬جمال‭ ‬خاشقجي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭... ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الأمير‭ ‬بندر‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬رئيس‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العامة‭ ‬وسفير‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بواشنطن‭ ‬سابقاً،‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬مع‭ ‬موقع‭ ‬“أساس‭ ‬ميديا”‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬الجزيرة‭ ‬السعودية‭ ‬تعليقاً‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ ‬الأميركية،‭ ‬كاشفاً‭ ‬أن‭ ‬مضمون‭ ‬التقرير‭ ‬لم‭ ‬يحمل‭ ‬أي‭ ‬جديد‭ ‬عما‭ ‬تم‭ ‬تسريبه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬يثبت‭ ‬ادعاءات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬مقتل‭ ‬الصحافي‭ ‬خاشقجي‭.‬

ما‭ ‬قاله‭ ‬السياسي‭ ‬المخضرم‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬المحنك‭ ‬بندر‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬هو‭ ‬تلخيص‭ ‬للمحاولات‭ ‬البائسة‭ ‬واليائسة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬بلاد‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬وتشويه‭ ‬المملكة‭ ‬بأية‭ ‬صورة‭ ‬ممكنة‭ ‬تحقيقا‭ ‬لرغباتهم‭ ‬الشيطانية‭ ‬التي‭ ‬هدفها‭ ‬ضرب‭ ‬حالة‭ ‬النماء‭ ‬والتحديث‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬وإضعاف‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬تحقيقا‭ ‬لمصالح‭ ‬خفية‭ ‬لهذه‭ ‬الإدارة‭ ‬وفرض‭ ‬أجندتها‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬بقيمة‭ ‬ومكانة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭. ‬إن‭ ‬المتابع‭ ‬لأجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحف‭ ‬الأميركية‭ ‬يجد‭ ‬أنها‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬مقتل‭ ‬خاشقجي‭ ‬بسقف‭ ‬عال‭ ‬جداً‭ ‬وأوحت‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬الـ‭ (‬CIA‭) ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬المخفية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي،‭ ‬وهذا‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فجميعها‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬حقيقة،‭ ‬لذا‭ ‬يأتي‭ ‬السؤال‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬وفي‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الأميركي‭ ‬تحديدا؟‭!‬

تأتي‭ ‬الرغبة‭ ‬لدى‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬التسويق‭ ‬لهذه‭ ‬التقارير‭ ‬والأخبار‭ ‬المغلوطة‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬على‭ ‬النوايا‭ ‬السيئة‭ ‬داخلهم‭ ‬بهدف‭ ‬ابتزاز‭ ‬السعودية‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬واضح‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهالة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬خلال‭ ‬إعلانها‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬التقرير‭ ‬الاستخباراتي،‭ ‬والتي‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تستثمره‭ ‬استثماراً‭ ‬سياسياً‭ ‬لمصالحها‭ ‬الخاصة‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أقولها‭ ‬صارخاً‭ ‬عفواً‭ ‬أميركا،‭ ‬إنها‭ ‬السعودية‭ ‬بلاد‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬التي‭ ‬وقفت‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء،‭ ‬إنها‭ ‬السعودية‭ ‬قلب‭ ‬الخليج‭ ‬النابض،‭ ‬إنها‭ ‬السعودية‭ ‬شقيقتنا‭ ‬الكبرى‭ ‬أفراحها‭ ‬تفرحنا‭ ‬وأوجاعها‭ ‬تؤلمنا،‭ ‬موقفنا‭ ‬تجاهها‭ ‬واضح‭ ‬وثابت‭ ‬بعدم‭ ‬المساس‭ ‬بسيادتها‭ ‬ورموزها‭ ‬الكرام،‭ ‬إنها‭ ‬السعودية‭ ‬صاحبة‭ ‬الثقل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬إنها‭ ‬السعودية‭ ‬صاحبة‭ ‬الحكمة‭ ‬والهدوء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬للنيل‭ ‬منها‭ ‬ومن‭ ‬قيادتها‭ ‬وضرب‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬إنها‭ ‬السعودية‭ ‬العمق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والمكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والهيبة‭ ‬الشامخة‭ ‬للعالم‭.‬