السعودية... الثقل الاستراتيجي للخليج والعالم العربي والإسلامي

| عادل عيسى المرزوق

تمثل‭ ‬المواقف‭ ‬الثابتة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬نموذجًا‭ ‬راسخًا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬ركائز‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين‭ ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬والمراحل،‭ ‬جسدتا‭ ‬مبدئيًا‭ ‬“الموقف‭ ‬الواحد‭ ‬المتطابق”‭ ‬وبناءً‭ ‬عليه‭ ‬تعززت‭ ‬مواقف‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬ومنها‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تقدر‭ ‬عاليًا‭ ‬الثقل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للسعودية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمنظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬ومنها‭ ‬أيضًا‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬في‭ ‬الوقف‭ ‬مع‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والمراحل‭.‬

يتجسد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬مقام‭ ‬الاعتبار‭ ‬لمكانة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬لدى‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬اعتزازًا‭ ‬وعرفانًا‭ ‬بالعلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬النوعية‭ ‬بين‭ ‬القيادتين‭ ‬والشعبين،‭ ‬والتوافق‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬الكبرى،‭ ‬فجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬التصريحات‭ ‬والبيانات‭ ‬والمواقف‭ ‬يؤكدان‭ ‬على‭ ‬محورية‭ ‬الدور‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬للمنطقة‭ ‬وجهودها‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬التضامن‭ ‬والتعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬التقدير‭ ‬والثناء‭ ‬الدائمين‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬مشرفة‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬تسجله‭ ‬المواقف‭ ‬التاريخية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العهود‭.‬

وبدا‭ ‬واضحًا‭ ‬موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحيد‭ ‬في‭ ‬تبيان‭ ‬تأييدها‭ ‬للسعودية،‭ ‬وعلى‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات،‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد،‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬بيان‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بشأن‭ ‬التقرير‭ ‬الخاص‭ ‬بمقتل‭ ‬المواطن‭ ‬السعودي‭ ‬الصحفي‭ ‬جمال‭ ‬خاشقجي‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬فالمملكة‭ ‬دولة‭ ‬مؤسسات‭ ‬وقانون،‭ ‬ولم‭ ‬تتوان‭ ‬في‭ ‬إحقاق‭ ‬الحق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العدالة‭ ‬والقضاء،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قبول‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬أو‭ ‬بيان‭ ‬يسيء‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وهذا‭ ‬موقف‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬له‭ ‬مآرب‭ ‬وأهداف‭ ‬وغايات،‭ ‬ولهذا‭ ‬يتعزز‭ ‬الموقف‭ ‬الداعم،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الإعلام،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الموقف‭ ‬الراسخ‭ ‬والمبدئي‭ ‬الذي‭ ‬تعلمناه‭ ‬من‭ ‬قيادتنا‭.‬

وتعلمنا‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الاعتزاز‭ ‬والتقدير‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ - ‬حفظه‭ ‬الله‭- ‬والقيادة‭ ‬والشعب‭ ‬السعودي،‭ ‬ومواقف‭ ‬المملكة‭ ‬الصلبة‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬وكأنه‭ ‬ينسج‭ ‬قصيدة‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬المملكة‭ ‬وشعبها،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬بلدينا‭ ‬وشعبينا‭ ‬الشقيقين‭ ‬أبلغ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬عنه‭ ‬الكلمات،‭ ‬ومكانة‭ ‬أرض‭ ‬الحرمين‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬ووجداننا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نختصرها‭ ‬في‭ ‬بضع‭ ‬كلمات،‭ ‬فهم‭ ‬الأخوة‭ ‬والسند‭ ‬والدرع‭ ‬الحصين‭ ‬للأمتين‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية،‭ ‬ومواقف‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬تجاه‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬وسائر‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬تبرهن‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬راسخ‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬الحق‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬كيان‭ ‬الأمة‭ ‬وسيادتها‭.‬

إن‭ ‬وقوف‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والمنعطفات،‭ ‬يكشف‭ ‬الإدراك‭ ‬التام‭ ‬بالشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬كمحور‭ ‬للثقل‭ ‬والمكانة‭ ‬العالية‭ ‬في‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬لأنها‭ ‬حاضنة‭ ‬الجميع،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬بالدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬والشعوب‭ ‬المحبة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬توجيه‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬والعالمي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬وهذا‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يتجدد‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬التحولات‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مداها‭.‬

بعون‭ ‬الله،‭ ‬ستمضى‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬بكل‭ ‬ثبات‭ ‬وعزيمة،‭ ‬والحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬كيانًا‭ ‬كالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬أركانه‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬تجاه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬