ما وراء الحقيقة

صناعة القرار لدى إدارة بايدن

| د. طارق آل شيخان الشمري

من‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬سواء‭ ‬سياسيا‭ ‬أو‭ ‬بالتحليل‭ ‬الإعلامي‭ ‬أو‭ ‬بالتاريخ،‭ ‬أن‭ ‬يقضي‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬كان‭ ‬وأعضاء‭ ‬إدارته‭ ‬سنوات‭ ‬الحكم‭ ‬المقررة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬تقييم‭ ‬أدائه‭ ‬والحكم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬ولايته‭ ‬سواء‭ ‬سلبا‭ ‬أو‭ ‬بالإيجاب،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬ما‭ ‬وإدارته‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أو‭ ‬شهرين‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أمرين‭: ‬إما‭ ‬أن‭ ‬المقيمين‭ ‬والمحللين‭ ‬لا‭ ‬يفهمون‭ ‬وهذا‭ ‬مستبعد،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرئيس‭ ‬وإدارته‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬والتخبط‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المحللين‭ ‬والمقيمين‭ ‬يدركون‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‭ ‬التخبط‭ ‬وسوء‭ ‬الإدارة‭ ‬وافتقاد‭ ‬الحكمة‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬علينا‭ ‬أولا‭ ‬أن‭ ‬نشخص‭ ‬عقلية‭ ‬وفلسفة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬علينا‭ ‬استنتاج‭ ‬ما‭ ‬ستقوم‭ ‬بفعله‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة،‭ ‬اتقاء‭ ‬لتخبطها‭ ‬وسياساتها‭ ‬التي‭ ‬ستصيب‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬إصابتها‭ ‬الشعب‭ ‬الأميركي‭ ‬الصديق‭ ‬نفسه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬وهويته‭ ‬وقيمه،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬مأساة‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬تحالف‭ ‬أوباما‭ ‬وخامنائي‭ ‬والعثمانيين،‭ ‬وبعض‭ ‬الجهات‭ ‬العربية‭ ‬كالإخوان‭ ‬المسلمين‭.‬

بداية‭ ‬إن‭ ‬بايدن‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬صلابة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬مثل‭ ‬ترامب،‭ ‬فالقرار‭ ‬الأميركي‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬دمج‭ ‬ثلاث‭ ‬جهات،‭ ‬بايدن‭ ‬ثلاثون‭ ‬بالمئة،‭ ‬وطاقم‭ ‬إدارته‭ ‬ثلاثون‭ ‬بالمئة،‭ ‬والخطوط‭ ‬الخلفية،‭ ‬وأعني‭ ‬أوباما‭ ‬وهيلاري‭ ‬وبيل‭ ‬كلنتون‭ ‬وبقية‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬أيضا‭ ‬أربعون‭ ‬بالمئة‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬قرارات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬متخبطة‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬بالرؤى،‭ ‬وخير‭ ‬مثال‭ ‬رفع‭ ‬بايدن‭ ‬تصنيف‭ ‬الحوثي‭ ‬كجماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬معاقبة‭ ‬قادتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬تضارب‭ ‬التصريحات‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تضارب‭ ‬الرؤى‭ ‬والتصريحات‭ ‬بين‭ ‬البنتاغون‭ (‬ملتزمون‭ ‬بأمن‭ ‬السعودية‭ ‬ضد‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثي‭) ‬وبين‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ (‬على‭ ‬السعودية‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬باليمن‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭). ‬وتهديد‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬الرياض‭ ‬ثم‭ ‬تراجعها‭ ‬بخصوص‭ ‬قضية‭ ‬خاشقجي‭. ‬لهذا،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬ستكون‭ ‬أضعف‭ ‬وأسوأ‭ ‬إدارة‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وستشجع‭ ‬إيران‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬تحديها‭ ‬أعظم‭ ‬دولة‭ ‬بالعالم،‭ ‬بسبب‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭.‬