فجر جديد

تسع ملاحظات عن “الفود تراك”

| إبراهيم النهام

أثبت‭ ‬تجار‭ ‬عربات‭ ‬الطعام‭ ‬أنهم‭ ‬رقم‭ ‬صعب‭ ‬بفترة‭ ‬الجائحة‭ ‬وقبلها،‭ ‬مع‭ ‬جودة‭ ‬المنتجات‭ ‬واختلاف‭ ‬الأسعار،‭ ‬والتي‭ ‬أوجدت‭ ‬أجواء‭ ‬تنافسية‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬رضا‭ ‬المستهلك،‭ ‬وعلى‭ ‬منحه‭ ‬الخيارات‭ ‬المختلفة،‭ ‬والأهم‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬الرزق‭ ‬لملاك‭ ‬العربات‭ ‬وعوائلهم‭ ‬وأطفالهم‭. ‬وتهتم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬بهذه‭ ‬التجارة‭ ‬النشطة‭ ‬والمتجددة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وتعتبرها‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الجاذبة‭ ‬لتنشيط‭ ‬السياحة‭ ‬واستقطاب‭ ‬الزوار‭ ‬وتحريك‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة‭ ‬ببعض‭ ‬المناطق‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬ركوداً‭ ‬أو‭ ‬ضعفاً‭ ‬بالإقبال‭.‬

وفي‭ ‬البحرين،‭ ‬قدمت‭ ‬الدولة‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظهما‭ ‬الله‭ ‬ورعاهما،‭ ‬جهودا‭ ‬مشكورة‭ ‬لتنظيم‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬وتخصيص‭ ‬الأماكن‭ ‬المناسبة‭ ‬لها،‭ ‬وأشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المقترحات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ستمثل‭ ‬استكمالاً‭ ‬لهذه‭ ‬الجهود‭ ‬الخيرة‭.‬

أولا‭: ‬توصيل‭ ‬الكهرباء‭ ‬للعربات‭ ‬بالمجان،‭ ‬أو‭ ‬بأسعار‭ ‬تفضيلية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتطلب‭ ‬تهيئة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمناطق‭ ‬المخصصة‭ ‬لها‭. ‬ثانيا‭: ‬تزويد‭ ‬ساحات‭ ‬وأماكن‭ ‬عربات‭ ‬الطعام‭ ‬بالإنارة‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬وبالمجان،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الإنارة‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الرئيسية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬المستهلكين‭. ‬ثالثا‭: ‬توفير‭ ‬دورات‭ ‬مياه‭ ‬عامة‭ ‬ومجانية‭. ‬رابعا‭: ‬تواجد‭ ‬مستمر‭ ‬لدوريات‭ ‬شرطة‭ ‬المجتمع،‭ ‬لضبط‭ ‬الأمور‭ ‬ومراقبة‭ ‬تصرفات‭ ‬السائقين‭.‬

خامسا‭: ‬وضع‭ ‬العلامات‭ ‬الإرشادية‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المفضية‭ ‬لساحات‭ ‬عربات‭ ‬الطعام‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الزوار‭ ‬أو‭ ‬السواح‭ ‬للوصول‭ ‬إليها‭ ‬بسهولة‭. ‬سادسا‭: ‬اهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الإعلام،‭ ‬سواء‭ ‬التلفزيون‭ ‬أو‭ ‬الإذاعة،‭ ‬وإنتاج‭ ‬تقارير‭ ‬وبرامج‭ ‬متنوعة‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ملاك‭ ‬هذه‭ ‬العربات‭ ‬وتجاربهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬كعامل‭ ‬تحفيز‭ ‬للشباب‭ ‬الجدد‭. ‬سابعا‭: ‬تزويد‭ ‬ساحات‭ ‬العربات‭ ‬بالخدمات‭ ‬التكميلية‭ ‬المصاحبة‭ ‬والأساسية‭. ‬ثامنا‭: ‬التوجه‭ ‬الحكومي‭ ‬للاعتماد‭ ‬على‭ ‬“عربات‭ ‬الطعام”‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬عقود‭ ‬الأطعمة‭ ‬للمناسبات‭ ‬والأحداث‭ ‬المختلفة‭ ‬كخطوة‭ ‬مثمرة‭ ‬ستعزز‭ ‬فرص‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬نفسه‭ ‬بالسوق‭ ‬المحلي‭ ‬الذي‭ ‬ينهشه‭ ‬الأجانب‭. ‬وأخيرا‭: ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬حكومية‭ ‬لصناعة‭ ‬عربات‭ ‬الطعام‭ ‬المتنقلة‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬المقصد‭ ‬الغذائي‭ ‬الرائج‭ ‬الأول‭ ‬الآن‭ ‬لدى‭ ‬الكثيرين‭.‬

كل‭ ‬هذ‭ ‬ه‭ ‬الخطوات‭ ‬ستسهم‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الذائقة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬إلى‭ ‬المنتج‭ ‬الوطني،‭ ‬وستعزز‭ ‬استقرار‭ ‬البيت‭ ‬البحريني،‭ ‬وستمنح‭ ‬الشباب‭ ‬الفرصة‭ ‬لأن‭ ‬يكونوا‭ ‬رقما‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬المستدام،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬الآن،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬