ستة على ستة

السياسة الأميركية والحملات الانتخابية

| عطا السيد الشعراوي

ربما‭ ‬كانت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والموقف‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬الملفات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬محل‭ ‬اختلاف‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬ترامب‭ ‬والرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬ينتقد‭ ‬ترامب‭ ‬أثناء‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬وقبل‭ ‬وصوله‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬انسحابه‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬بشأن‭ ‬إيران،‭ ‬لكن‭ ‬تأكد‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الأميركية‭ ‬لا‭ ‬تحكمها‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬والشعارات‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬خلالها‭ ‬ويتم‭ ‬الترويج‭ ‬لها‭ ‬فقط‭ ‬لإظهار‭ ‬المنافس‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مناسبة،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬والتطبيق‭ ‬العملي‭ ‬فإنها‭ ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬كلية‭ ‬وتسير‭ ‬كسابقتها‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهامات‭ ‬لها‭.‬

فبالنسبة‭ ‬لإيران،‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬ردده‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬واتباع‭ ‬نهج‭ ‬دبلوماسي‭ ‬معها،‭ ‬وفي‭ ‬رد‭ ‬حاسم‭ ‬من‭ ‬إدارته‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬صاروخية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬قامت‭ ‬واشنطن‭ ‬مساء‭ ‬25‭ ‬فبراير‭ ‬2021م‭ ‬بقصف‭ ‬مواقع‭ ‬ومنشآت‭ ‬فصائل‭ ‬تابعة‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬قرب‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬العراق،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬وجرح‭ ‬العشرات‭ ‬وإلحاق‭ ‬أضرار‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬لهذه‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الميليشيات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭.‬

وفي‭ ‬تعليقه‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬الأميركية،‭ ‬أكد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬البنتاغون‭ ‬أن‭ ‬“هذا‭ ‬الرد‭ ‬العسكري‭ ‬المتكافئ‭ ‬تم‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬إجراءات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬ولاسيما‭ ‬مشاورات‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬التحالف‭ ‬المناهض‭ ‬للجهاديين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا،‭ ‬وأن‭ ‬العملية‭ ‬توجه‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬سيحمي‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬وقوات‭ ‬التحالف”‭.‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وفي‭ ‬مؤتمر‭ ‬افتراضي‭ ‬لمعهد‭ ‬بروكينغز‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬فبراير‭ ‬2021م،‭ ‬ربط‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬العضو‭ ‬الديمقراطي‭ ‬غريغوري‭ ‬ميكس،‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بصعود‭ ‬التعصب‭ ‬العالمي،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ترامب‭ ‬قد‭ ‬أوقف‭ ‬المساعدات‭ ‬الأميركية‭ ‬تقريبا‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬فهل‭ ‬سيتمكن‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬بايدن‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬المتعنتة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تعهد‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية،‭ ‬باستعادة‭ ‬تلك‭ ‬المساعدات‭ ‬واتباع‭ ‬سياسات‭ ‬متوازنة؟‭.‬