سوالف

العالم انقلب رأسا على عقب مؤيدا السعودية

| أسامة الماجد

في‭ ‬ضوء‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الأميركية‭ ‬وتغليبها‭ ‬على‭ ‬مغامرات‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأميركية‭ ‬“البنتاغون”‭ ‬الالتزام‭ ‬مجددا‭ ‬بدعم‭ ‬السعودية‭ ‬كشريك‭ ‬استراتيجي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأميركية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬تقدم،‭ ‬وقال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬البنتاغون‭ ‬جون‭ ‬كيربي‭ ‬للصحافيين‭ ‬إن‭ ‬السعودية‭ ‬لديها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬ولدينا‭ ‬التزامات‭ ‬تجاهها‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬من‭ ‬“البنتاغون”‭ ‬يؤكد‭ ‬ضياع‭ ‬بوصلة‭ ‬التصور‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الواضح‭ ‬للإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة،‭ ‬والضياع‭ ‬في‭ ‬متاهات‭ ‬اللغو‭ ‬النظري‭ ‬أو‭ ‬اللفظي‭ ‬والكسل‭ ‬العقلي،‭ ‬والخلط‭ ‬في‭ ‬المفاهيم‭ ‬والجهل‭ ‬وعدم‭ ‬المعرفة،‭ ‬فإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تتصور‭ ‬أن‭ ‬معاداة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والتعرض‭ ‬لأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬قضائها‭ ‬العادل‭ ‬مثل‭ ‬استئجار‭ ‬مجرمين‭ ‬محترفين‭ ‬للاعتداء‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬أو‭ ‬شركة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة،‭ ‬وليست‭ ‬مؤامرة‭ ‬خطيرة‭ ‬واسعة،‭ ‬وهاهي‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ومعها‭ ‬مختلف‭ ‬الأحزاب‭ ‬والتوجهات‭ ‬والقوى‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬ترى‭ ‬كيف‭ ‬انقلب‭ ‬العالم‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬معدودة‭ ‬مؤيدا‭ ‬وواقفا‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬السعودية‭ ‬ومستنكرا‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية‭ ‬الأميركية‭ ‬ومقدرا‭ ‬للسعودية‭ ‬تضحياتها‭ ‬الثمينة‭ ‬والغالية‭ ‬في‭ ‬مؤازرة‭ ‬ومساعدة‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬واضطلاعها‭ ‬بكامل‭ ‬المهمات‭ ‬القومية‭ ‬الكبرى‭ ‬ومساهمتها‭ ‬بشكل‭ ‬بارز‭ ‬ومتميز‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والخير‭ ‬والسلام،‭ ‬ولكنها‭ ‬تعمل‭ ‬بصمت‭ ‬وإيمان‭ ‬ومثابرة‭.‬

أحد‭ ‬الساسة‭ ‬الأميركان‭ ‬خرج‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬إعلامية‭ ‬وقال‭ ‬“إن‭ ‬التعرض‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬جو‭ ‬بادين‭ ‬للانتقام‭ ‬من‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬السعودية‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬له‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وتوقيع‭ ‬صفقات‭ ‬بالمليارات‭ ‬معها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬مواقفه‭ ‬الصريحة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني”،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬تقاليد‭ ‬رؤساء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬خلال‭ ‬حقب‭ ‬طويلة‭ ‬وتاريخ‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الحافل‭ ‬بالتناقضات‭ ‬وأي‭ ‬تحليل‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬سيبين‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬عناء‭.‬

لقد‭ ‬حاولوا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بقانونهم‭ ‬الغبي‭ ‬“جاستا”‭ ‬الذي‭ ‬يتيح‭ ‬لأقارب‭ ‬ضحايا‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬مقاضاة‭ ‬السعودية‭ ‬وإدخالها‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬طويلة‭ ‬متشعبة‭ ‬معتقدين‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬وقوتها‭ ‬الدولية‭ ‬وتغيير‭ ‬سياستها‭ ‬تجاه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬لكنهم‭ ‬فشلوا‭ ‬واليوم‭ ‬يسجلون‭ ‬فشلهم‭ ‬الثاني‭ ‬وعلى‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تصحيح‭ ‬الأخطاء‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬