جهود عظيمة ومفخرة وطنية

| مؤنس المردي

عندما‭ ‬زرنا‭ ‬كرؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬للصحف‭ ‬المحلية‭ (‬أمس‭) ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬التابعة‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬في‭ ‬مركز‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬للتدريب‭ ‬والبحوث‭ ‬الطبية‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العسكري،‭ ‬وشاهدنا‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬والجهد‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الغرفة،‭ ‬أدركت‭ ‬سببًا‭ ‬جوهريًا‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬تمكن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتميزها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ونيلها‭ ‬الإشادات‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬المتخصصة‭ ‬إقليميا‭ ‬وعالميًا،‭ ‬فقد‭ ‬أسندت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الغرفة‭ ‬مهمة‭ ‬نبيلة‭ ‬وثقيلة‭ ‬نجحت‭ ‬فيها‭ ‬بامتياز،‭ ‬وهي‭ ‬إدارة‭ ‬ومراقبة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفيروس‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬توافر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬والتميز،‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬طبية‭ ‬بحرينية‭ ‬مؤهلة‭ ‬تأهيلا‭ ‬علميًا‭ ‬وطبيًا‭ ‬وفق‭ ‬أرقى‭ ‬المستويات،‭ ‬وعقول‭ ‬بحرينية‭ ‬واعية‭ ‬في‭ ‬إدارتها‭ ‬وفق‭ ‬توجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭.‬

ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكد‭ ‬يسمع‭ ‬العالم‭ ‬فيه‭ ‬شيئًا‭ ‬عن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الغرفة‭ ‬للعمليات‭ ‬تعمل‭ ‬بكل‭ ‬همة‭ ‬ونشاط‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬تنفيذًا‭ ‬لحرص‭ ‬وتأكيد‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستعداد‭ ‬للجائحة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬مراكز‭ ‬طبية‭ ‬موازية‭ ‬للمراكز‭ ‬الموجودة،‭ ‬لكيلا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مستشفى‭ ‬طبي‭ ‬ولا‭ ‬تتوقف‭ ‬إجراء‭ ‬العمليات‭ ‬العاجلة‭ ‬وغير‭ ‬العاجلة‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬واستمرار‭ ‬كل‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لم‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.‬

بهذه‭ ‬الجهود‭ ‬الدؤوبة‭ ‬للعاملين‭ ‬بغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬التابعة‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بمركز‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬للتدريب‭ ‬والبحث‭ ‬الطبي‭ ‬وتنفيذها‭ ‬الأفكار‭ ‬المتقدمة‭ ‬لسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ورؤيته‭ ‬البعيدة‭ ‬والثاقبة،‭ ‬وبالكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والمتطوعين‭ ‬المخلصين،‭ ‬استعد‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬جيدًا‭ ‬للإدارة‭ ‬والتصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬قاسية،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬ومن‭ ‬أجله‭ ‬عمل‭ ‬وخطط،‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع،‭ ‬وباتت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجُا‭ ‬ناجحًا‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الواعي‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬والتصدي‭ ‬لانتشاره‭ ‬بالمواجهة‭ ‬الاستباقية‭ ‬والخطط‭ ‬المدروسة‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬الفاعلة،‭ ‬بل‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬مختلف‭ ‬اللقاحات‭ ‬لمواطنيها‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬واستيعاب‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬التطعيم‭ ‬ببدائل‭ ‬وخيارات‭ ‬كثيرة‭ ‬تؤدي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الغايات‭ ‬المنشودة‭.‬

وإذا‭ ‬كنا‭ ‬نقول‭ ‬ونؤكد‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬للتدريب‭ ‬والأبحاث‭ ‬الطبية‭ ‬هو‭ ‬مفخرة‭ ‬وطنية‭ ‬ونتاج‭ ‬رؤية‭ ‬لقائد‭ ‬محنك‭ ‬يعلي‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬وأهمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬كأساس‭ ‬للتقدم‭ ‬الشامل‭ ‬وديمومته،‭ ‬فإننا‭ ‬نهنئ‭ ‬أنفسنا‭ ‬بهذا‭ ‬الصرح‭ ‬الكبير،‭ ‬ونشعر‭ ‬بكل‭ ‬الطمأنينة‭ ‬بإدارة‭ ‬تلك‭ ‬الخلية‭ ‬العاملة‭ ‬بغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬التابعة‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬التي‭ ‬تتابع‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬