فجر جديد

نعم كلنا محمد بن سلمان

| إبراهيم النهام

لم‭ ‬تقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬زعيم‭ ‬عربي‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬حق،‭ ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬سياساتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬عبر‭ ‬تقرير‭ ‬السي‭ ‬آي‭ ‬أيه‭ ‬الركيك‭ ‬الذي‭ ‬حاول‭ ‬استثمار‭ ‬موضوع‭ ‬مقتل‭ ‬المواطن‭ ‬السعودي‭ ‬جمال‭ ‬خاشقجي،‭ ‬كمحاولة‭ ‬لابتزاز‭ ‬المملكة‭ ‬وإضعاف‭ ‬هيبتها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬المنال‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة‭.‬

أولها‭ ‬أنه‭ ‬أسلوب‭ ‬مكرر‭ ‬ومتوقع‭ ‬ومستنسخ‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬السابقة‭ ‬لإدارة‭ ‬أوباما‭ ‬البائدة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تزايد‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالسجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي،‭ ‬مخولة‭ ‬نفسها‭ ‬الحق‭ ‬بأن‭ ‬تدس‭ ‬أنفها‭ ‬بشؤون‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتؤلب‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬أنظمتها‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬والديمقراطية‭.‬

ثانيها،‭ ‬النقلة‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬أحدثها‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للمواطن‭ ‬السعودي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬كرفع‭ ‬سقف‭ ‬الحريات‭ ‬ومنح‭ ‬المرأة‭ ‬حقوقها‭ ‬المدنية‭ ‬والانفتاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الكبير،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬وملاحقة‭ ‬المفسدين،‭ ‬وتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬السعودي،‭ ‬والأهم‭ ‬“السعودة”‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬أغلب‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والحكومية،‭ ‬وأنزلت‭ ‬البطالة‭ ‬لأقل‭ ‬مستوياتها‭.‬

السبب‭ ‬الثالث،‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسمية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الفترات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضد‭ ‬السود‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬الأميركية،‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬“الكابيتول”‭ ‬من‭ ‬قمع‭ ‬واستخدام‭ ‬حي‭ ‬للسلاح‭ ‬ضد‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬وتكليب‭ ‬حسابات‭ ‬“السوشال‭ ‬ميديا”‭ ‬الخاصة‭ ‬بالرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬تاريخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬كالعراق‭ ‬وفيتنام‭ ‬وأفغانستان،‭ ‬والطابور‭ ‬يطول‭.‬

النقطة‭ ‬الرابعة،‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الكبيرة‭ ‬داخل‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬شجبت‭ ‬التحرك‭ ‬الأميركي‭ ‬مكشوف‭ ‬النوايا‭ ‬تجاه‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬والتأييد‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬الذي‭ ‬لاقاه‭ ‬بيان‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬أوصلت‭ ‬“كلها‭ ‬على‭ ‬بعضها”‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للأميركان‭ ‬بأن‭ ‬الواقع‭ ‬اليوم‭ ‬بات‭ ‬مختلفا‭.‬

إن‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬الشعب‭ ‬السعودي‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬بسياساتها‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وابتزاز‭ ‬الدول،‭ ‬وفي‭ ‬خسارتها‭ ‬المتصاعدة‭ ‬لحلفائها‭ ‬التاريخيين،‭ ‬ونمو‭ ‬التوجه‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬نحو‭ ‬الشرق‭.‬