تفاصيل عقود العمل

| د. عبدالقادر ورسمه

علاقة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬المهمة‭ ‬جدا‭ ‬بين‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬والعامل‭. ‬وهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬يحكمها‭ ‬القانون‭ ‬بموجب‭ ‬عقد‭ ‬يبرم‭ ‬بينهما‭. ‬ولكن،‭ ‬نلاحظ‭ ‬بعض‭ ‬عقود‭ ‬العمل‭ ‬المبرمة‭ ‬“غريبة”‭ ‬و”معيبة”‭ ‬و”مضللة”،‭ ‬وهذا‭ ‬يهدد‭ ‬علاقة‭ ‬العمل‭ ‬والحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬لانعكاس‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬عليها‭. ‬وهناك‭ ‬أحكام‭ ‬قانونية‭ ‬لعقد‭ ‬العمل‭ ‬للقطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬منها،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬ثابتًا‭ ‬بالكتابة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬نسختين‭ ‬لكل‭ ‬طرف‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬محررا‭ ‬بغير‭ ‬العربية‭ ‬ترفق‭ ‬نسخة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬ـ‭ ‬وإذا‭ ‬أحال‭ ‬العقد‭ ‬إلى‭ ‬لوائح‭ ‬داخلية‭ ‬وجب‭ ‬إرفاقها‭ ‬بالعقد،‭ ‬ويوقعها‭ ‬طرفا‭ ‬العقد‭ ‬ويعتد‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الإثبات‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬عقد‭ ‬مكتوب‭ ‬جاز‭ ‬للعامل‭ ‬وحده‭ ‬إثبات‭ ‬حقوقه‭ ‬كافة‭ ‬بجميع‭ ‬طرق‭ ‬الإثبات‭.‬

ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬البيانات‭ ‬الجوهرية‭ ‬لطرفي‭ ‬العقد،‭ ‬خصوصا‭ ‬اسم‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬وعنوانه‭ ‬ورقم‭ ‬القيد‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬التجاري،‭ ‬اسم‭ ‬العامل‭ ‬وتاريخ‭ ‬ميلاده‭ ‬ومؤهله‭ ‬ووظيفته‭ ‬أو‭ ‬مهنته‭ ‬ومحل‭ ‬إقامته‭ ‬وجنسيته‭ ‬وما‭ ‬يلزم‭ ‬لإثبات‭ ‬شخصيته،‭ ‬طبيعة‭ ‬ونوع‭ ‬العمل‭ ‬ومدة‭ ‬العقد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬محدد‭ ‬المدة،‭ ‬الأجر‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬وطريقة‭ ‬وموعد‭ ‬أدائه،‭ ‬وكذلك‭ ‬سائر‭ ‬المزايا‭ ‬النقدية‭ ‬والعينية‭ ‬المتفق‭ ‬عليها،‭ ‬والبيانات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يصدرها‭ ‬الوزير،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬الوظائف‭. ‬

ويجوز‭ ‬تعيين‭ ‬العامل‭ ‬تحت‭ ‬شرط‭ ‬التجربة‭ ‬إذا‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬صراحة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬العمل،‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬تزيد‭ ‬التجربة‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬ويجوز‭ ‬زيادة‭ ‬فترة‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬الوزير‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يجاوز‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬ولا‭ ‬يعتد‭ ‬بشرط‭ ‬التجربة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬صراحة‭ ‬في‭ ‬العقد‭. ‬ويجوز‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬إنهاء‭ ‬العقد‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬التجربة‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬عدم‭ ‬ملاءمة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬التعاقد‭ ‬بشرط‭ ‬إخطار‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬قبل‭ ‬الإنهاء‭ ‬بيوم‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬ولا‭ ‬يعتد‭ ‬بشرط‭ ‬التجربة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬صراحة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭. ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬تعيين‭ ‬العامل‭ ‬تحت‭ ‬شرط‭ ‬التجربة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬عند‭ ‬صاحب‭ ‬عمل‭ ‬واحد‭. ‬

ويحظر‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬على‭ ‬الشروط‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬الفردي‭ ‬أو‭ ‬الجماعي،‭ ‬وأن‭ ‬يكلف‭ ‬العامل‭ ‬بعمل‭ ‬غير‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬دعت‭ ‬الضرورة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬منعا‭ ‬لوقوع‭ ‬حادث،‭ ‬أو‭ ‬إصلاح‭ ‬ما‭ ‬نشأ‭ ‬عنه،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬القوة‭ ‬القاهرة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بصفة‭ ‬مؤقتة‭. ‬وله‭ ‬أن‭ ‬يكلف‭ ‬العامل‭ ‬بعمل‭ ‬غير‭ ‬المتفق‭ ‬عليه،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اختلافا‭ ‬جوهريا‭ ‬عن‭ ‬عمله‭ ‬الأصلي‭ ‬ويشترط‭ ‬عدم‭ ‬المساس‭ ‬بحقوق‭ ‬العامل‭. ‬ويجوز‭ ‬لصاحب‭ ‬العمل‭ ‬تدريب‭ ‬العامل‭ ‬وتأهيله‭ ‬للقيام‭ ‬بعمل‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬تمشيا‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬المنشأة‭ ‬بشرط‭ ‬إخطار‭ ‬الوزارة‭ ‬المختصة‭ ‬والتنظيم‭ ‬النقابي‭ ‬المعني‭.‬

هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬تضمنها‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬لتوضيح‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬والتفاصيل‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭. ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬العلاقة‭ ‬الإلمام‭ ‬بهذه‭ ‬الأحكام‭ ‬عند‭ ‬إعداد‭ ‬العقد‭ ‬وعدم‭ ‬الإتيان‭ ‬بما‭ ‬يخالفها‭. ‬وبهذا‭ ‬نضمن‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬واستقراره‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‭.‬