المواطنة الحقة

| غدير الطيار

حقيقة‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬مرتبط‭ ‬بطبيعته‭ ‬بعدة‭ ‬انتماءات،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬وحبه‭ ‬لها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تعد‭ ‬الموطن‭ ‬الأول‭ ‬والأخير،‭ ‬فالمواطنة‭ ‬قيمة‭ ‬متأصلة،‭ ‬وإرث‭ ‬يفتخر‭ ‬به‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬والأزمنة،‭ ‬والمواطنة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬انتماء‭ ‬المواطن‭ ‬لوطنه‭ ‬وحبه‭ ‬له،‭ ‬لذا‭ ‬زرع‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬والقيادة‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬وما‭ ‬تقدمه‭ ‬قيادتنا‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬جبارة‭ ‬جعلت‭ ‬العالم‭ ‬ينظر‭ ‬لبلادنا‭ ‬نظرة‭ ‬إعجاب‭ ‬وافتخار‭ ‬بمحبة‭ ‬القيادة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭.‬

وما‭ ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬حقيقة‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بها‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬لأبناء‭ ‬الشعب‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الجائحة،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬الاحتواء‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬لشعبه‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره،‭ ‬وكذلك‭ ‬حكام‭ ‬الخليج‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬مواقفهم‭ ‬مع‭ ‬شعوبهم‭ ‬حيث‭ ‬التلاحم‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬أبنائهم‭.‬

لذا‭ ‬لابد‭ ‬للإعلام‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المواطنة‭ ‬لدى‭ ‬النشء،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مؤسسات‭ ‬التنشئة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لقيامه‭ ‬بالدور‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬القيم‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاطلاع‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬يشكلها‭ ‬الفرد‭ ‬عن‭ ‬عالمه‭ ‬مستمدة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬ولا‭ ‬نغفل‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والتعليمية‭.. ‬فالإعلام‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وسائل‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعارف‭ ‬والمدركات،‭ ‬والتعليم‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ودائما‭ ‬نقول‭ ‬ليس‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تتعلم،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تُدرك‭ ‬ما‭ ‬تتعلم‭ ‬وتفهمه‭ ‬ويؤثر‭ ‬عليك‭ ‬بحياتك،‭ ‬حقيقة‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬والذي‭ ‬يجعل‭ ‬في‭ ‬رقابنا‭ ‬دينا‭ ‬له،‭ ‬وتكفينا‭ ‬فخراً‭ ‬خدمة‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬وملكنا‭ ‬من‭ ‬لقب‭ ‬بخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬حفظك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬سلمان‭ ‬السلام‭ ‬ابن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الذي‭ ‬ندعوا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬ورقي‭ ‬ورفعة،‭ ‬نعم‭ ‬أية‭ ‬عبارات‭ ‬أو‭ ‬كلمات‭ ‬تفي‭ ‬حقك‭ ‬يا‭ ‬وطني،‭ ‬ليت‭ ‬شعري‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يوفيك‭ ‬حقك،‭ ‬ليت‭ ‬نثري‭ ‬يعبر‭ ‬عما‭ ‬يجول‭ ‬بخاطري‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬وشوق‭ ‬وغرام‭ ‬ومشاعر‭ ‬تهز‭ ‬الوجدان،‭ ‬أبعد‭ ‬ذلك‭ ‬أسأل‭ ‬عنك‭ ‬يا‭ ‬وطني؟‭ ‬

وهنا‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬انه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬زرع‭ ‬المواطنة‭ ‬الحقة‭ ‬وحب‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬وزرع‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬لديهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬الآمال‭ ‬والتطلعات‭ ‬لمستقبل‭ ‬الوطن‭ ‬ورفاهية‭ ‬المواطن،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليه‭ ‬طلابنا‭ ‬وطالباتنا‭ ‬وأجيالنا‭ ‬الواعدة‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬وولاء،‭ ‬لوطنهم‭ ‬وقيادتهم‭. ‬نصيحة‭ ‬لكل‭ ‬أبناء‭ ‬الخليج،‭ ‬إن‭  ‬الاعتزاز‭ ‬بالوطن‭ ‬والفخر‭ ‬به‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬أثمن‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬نحتاجها

ونكرر‭ ‬“دمت‭ ‬يا‭ ‬خليجنا‭ ‬شامخاً”‭.‬