مع حديث الإنجازات والتحديات والطموحات

| عبدالنبي الشعلة

سيظل‭ ‬اللقاء‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬مؤخرًا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية؛‭ ‬تتردد‭ ‬أصداؤه‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬وأفئدة‭ ‬البحرينيين‭ ‬وتمس‭ ‬أحاسيسهم‭ ‬وصميم‭ ‬وجدانهم‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬حديث‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬شاملًا‭ ‬جامعًا،‭ ‬توقف‭ ‬فيه‭ ‬عند‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬مرتكزاتنا،‭ ‬ومر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬محطات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وتضمن‭ ‬تحديدًا‭ ‬لأولويات‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬وتميز‭ ‬بالصراحة‭ ‬والشجاعة‭ ‬والثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬وكان‭ ‬المحور‭ ‬الأساسي‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬بأنه‭ ‬سيبقى‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للوطن‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬التنمية‭ ‬وأداتها‭.‬

لقد‭ ‬أشعل‭ ‬حديث‭ ‬سموه‭ ‬حملة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬الكثيف‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬خاصة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬القنوات‭ ‬الإعلامية‭ ‬ومختلف‭ ‬منصات‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬اللقاء‭ ‬الصحافي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬سموه‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬لرئاسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬وتجلت‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬والمضامين،‭ ‬توزعت‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬محاور‭ ‬عديدة،‭ ‬وكانت‭ ‬موجهة‭ ‬لترسيخ‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تتحلى‭ ‬بها‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬والتي‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬قيم‭ ‬المحبة‭ ‬والتآخي،‭ ‬والتعايش‭ ‬والعدالة،‭ ‬وثقافة‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتعددية،‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬وتنوع‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬واحترام‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬الصحافي،‭ ‬في‭ ‬صياغته‭ ‬المتناسقة،‭ ‬ولما‭ ‬احتواه‭ ‬من‭ ‬مضامين‭ ‬ورسائل،‭ ‬طرحًا‭ ‬مفعمًا‭ ‬بالطموحات‭ ‬الوطنية‭ ‬والآمال‭ ‬والتطلعات،‭ ‬وصار‭ ‬بمثابة‭ ‬الخارطة‭ ‬لطريقنا،‭ ‬وبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬لنا‭ ‬مرتكزاته‭ ‬الأساسية‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكوادر‭ ‬والطاقات‭ ‬الوطنية‭ ‬والكفاءات‭ ‬الشابة،‭ ‬دون‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬مخزون‭ ‬الخبرة‭ ‬ورصيد‭ ‬الدراية‭ ‬للكوادر‭ ‬الناضجة‭ ‬التي‭ ‬أعطت‭ ‬وتفانت‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن؛‭ ‬إنه‭ ‬طريقنا‭ ‬على‭ ‬دروب‭ ‬الأمل‭ ‬والعمل‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬ومبعثًا‭ ‬لطمأنينتنا‭ ‬وتعزيزا‭ ‬للثقة‭ ‬في‭ ‬أنفسنا‭ ‬لكي‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬والإمكانيات‭ ‬المتاحة،‭ ‬انه‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬سنواصل‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬هديه‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فقد‭ ‬تمكنا‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وبفضل‭ ‬قيادته،‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬لكل‭ ‬التحديات‭ ‬والعقبات‭ ‬وتخطيها،‭ ‬وتجاوز‭ ‬كل‭ ‬المطبات،‭ ‬واجتياز‭ ‬كل‭ ‬المنعطفات‭ ‬وعبورها،‭ ‬وما‭ ‬علينا‭ ‬إلا‭ ‬التسلح‭ ‬بالعزيمة‭ ‬والثقة‭ ‬والإحساس‭ ‬بالطمأنينة‭ ‬والأمان‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬حديث‭ ‬سموه‭ ‬الشامل‭ ‬أصبح‭ ‬يشكل‭ ‬وثيقة‭ ‬مرجعية‭ ‬رديفة‭ ‬للرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬للعام‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬بدورها‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬وتبلورًا‭ ‬وعمقا‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬وعطاء‭ ‬سموه،‭ ‬وما‭ ‬أثبته‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬وحكمة‭ ‬ودراية‭ ‬واقتدار‭ ‬تجلت‭ ‬أبرز‭ ‬ملامحها‭ ‬ومعالمها‭ ‬في‭ ‬قيادته‭ ‬لـ‭ ‬“فريق‭ ‬البحرين”‭ ‬ووقوفه‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الأمامي‭ ‬لإدارة‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬وكان‭ ‬القدوة‭ ‬في‭ ‬الحرص‭ ‬والالتزام‭ ‬والجدية‭ ‬والتفاني‭.‬

‭  ‬إن‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬تحتاج‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬الى‭ ‬وقفة‭ ‬وطنية‭ ‬للمراجعة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والتأمل،‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تجديد‭ ‬العزائم‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة،‭ ‬وإيقاد‭ ‬روح‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬واستنهاض‭ ‬مكامن‭ ‬الإبداع‭ ‬والإلهام،‭ ‬وحقن‭ ‬المجتمع‭ ‬بجرعات‭ ‬من‭ ‬خصائص‭ ‬الإقدام‭ ‬والحماس،‭ ‬نعم‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬للنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حققناه‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬وإلى‭ ‬ما‭ ‬نحققه‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حاضرنا‭ ‬بكل‭ ‬غيرة‭ ‬وحرص،‭ ‬وما‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬وعزيمة‭ ‬وتصميم،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬اللقاء‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬أُجري‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬وفر‭ ‬الفرصة‭ ‬لنا‭ ‬لتلك‭ ‬الوقفة‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬فيها‭ ‬وطننا‭ ‬العزيز‭ ‬بواحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأدق‭ ‬محطاته‭ ‬على‭ ‬دروب‭ ‬ومعارج‭ ‬النمو‭ ‬والارتقاء،‭ ‬مؤمنين‭ ‬بما‭ ‬قاله‭ ‬سموه‭ ‬بأن‭ ‬طريق‭ ‬النجاح‭ ‬طويل‭ ‬وشاق‭.‬

لقد‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬الصحافي‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬أولويات‭ ‬الحكومة،‭ ‬وأن‭ ‬مساندة‭ ‬ودعم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يأخذ‭ ‬حيزًا‭ ‬واسعًا‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة،‭ ‬ضمن‭ ‬فلسفة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الحر‭ ‬ونهج‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬2030،‭ ‬مع‭ ‬الاستمرار‭ ‬والالتزام‭ ‬بسياسة‭ ‬الانفتاح‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬تنافسية،‭ ‬وتطوير‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬وضمان‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الحكومة‭ ‬بحيث‭ ‬تستجيب‭ ‬لتطلعات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وتوقعات‭ ‬المواطنين‭.‬

قلنا‭ ‬إن‭ ‬حديث‭ ‬سموه‭ ‬تضمن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬والمضامين‭ ‬والدعوات؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬على‭ ‬كاهلنا‭ ‬جميعًا‭  ‬أمانة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬الاستجابة‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬والرسائل،‭ ‬وأن‭ ‬نعاهد‭ ‬سموه‭ ‬بأن‭ ‬نكون‭ ‬أشد‭ ‬غيرة‭ ‬وأشد‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬وصون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققناه‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬ومكتسبات،‭ ‬ونكون‭ ‬أقوى‭ ‬وأصلب‭ ‬عزمًا‭ ‬وتصميما‭ ‬لتجنيد‭ ‬كل‭ ‬طاقاتنا‭ ‬وإمكانياتنا‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ملقى‭ ‬على‭ ‬عاتقنا‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ ‬والتزامات‭ ‬الحاضر،‭ ‬وأن‭ ‬ننظر‭ ‬ونتطلع‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬وتفاؤل‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقًا‭. ‬إن‭ ‬إدراك‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬جميعًا‭ ‬المساهمة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المبتغاة،‭ ‬وتظافر‭ ‬الجهود‭ ‬والتعاون‭ ‬لتحقيق‭ ‬التطلعات،‭ ‬وما‭ ‬يحتاجه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بيئة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وحماية‭ ‬سياج‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عبث‭ ‬أو‭ ‬تدخل‭ ‬خارجي،‭ ‬ورص‭ ‬الصفوف‭ ‬للوقوف‭ ‬خلف‭ ‬قيادتنا‭ ‬متلاحمين‭ ‬متكاتفين‭ ‬متعاونين‭ ‬بكل‭ ‬إخلاص‭ ‬وولاء‭.‬