لمحات

القبول

| د.علي الصايغ

يكون‭ ‬القبول‭ ‬أحياناً‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬من‭ ‬الموهبة‭ ‬ذاتها،‭ ‬فتجد‭ ‬أن‭ ‬شخصاً‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬أية‭ ‬موهبة،‭ ‬لكنه‭ ‬يلقى‭ ‬قبولاً‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬مشهوراً‭ ‬وإنساناً‭ ‬ناجحاً‭ ‬بالمعايير‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬انتشار‭ ‬وتأثير‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

هذا‭ ‬القبول،‭ ‬يولد‭ ‬معه‭ ‬الفرد،‭ ‬ليس‭ ‬للتدرب‭ ‬أو‭ ‬الموهبة‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المسائل‭ ‬سبب‭ ‬فيه،‭ ‬فهو‭ ‬هبة‭ ‬ربانية‭ ‬يهبها‭ ‬الله‭ ‬للبعض‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬على‭ ‬سجيتهم،‭ ‬وقلوبهم‭ ‬بيضاء،‭ ‬لا‭ ‬يتكلفون‭ ‬أو‭ ‬يتصنعون،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬استفادة‭ ‬دائمة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبول‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬يمارسون‭ ‬بعض‭ ‬الفنون‭ ‬مثل‭ ‬التمثيل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أنشطة‭ ‬النفع‭ ‬العام‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.‬

وفي‭ ‬لغة‭ ‬الشاشة‭ ‬هناك‭ ‬قبولان،‭ ‬إما‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بحب‭ ‬الكاميرا،‭ ‬وهو‭ ‬الشكل‭ ‬والهيئة‭ ‬التي‭ ‬يظهر‭ ‬بها‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬وتكون‭ ‬مستحسنة‭ ‬لدى‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬القبول‭ ‬الذي‭ ‬أعنيه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬والذي‭ ‬يتلخص‭ ‬في‭ ‬اللمسة‭ ‬الربانية‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬

أما‭ ‬إن‭ ‬اجتمع‭ ‬القبول‭ ‬مع‭ ‬الموهبة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهارات‭ ‬توظيف‭ ‬هذين‭ ‬العاملين‭ ‬فإنه‭ ‬تفرد‭ ‬ناجح‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬يحقق‭ ‬لصاحبه‭ ‬حضوراً‭ ‬ملفتاً‭ ‬ومميزاً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يندر‭ ‬بين‭ ‬الفنانين‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬لكنه‭ ‬موجود،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬القبول‭ ‬وحيداً‭ ‬فإنه‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يتساءل‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬محبوباً‭ ‬ومقبولاً‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناس؟‭! ‬والجواب‭ ‬انه‭ ‬القبول‭ ‬الرباني،‭ ‬الذي‭ ‬حباه‭ ‬الله‭ ‬به،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتصنعه‭ ‬أحد‭ ‬أو‭ ‬يكتسبه‭ ‬بأية‭ ‬طريقة‭ ‬كانت‭.‬