سلمان بن حمد...المنطلقات من رؤية جلالة الوالد والمعلم الراحل

| عادل عيسى المرزوق

لقاء‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬مثّل‭ ‬خارطة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬تجلّت‭ ‬فيه‭ ‬معالم‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تهيّئ‭ ‬كل‭ ‬متطلبات‭ ‬النجاح‭ ‬لدخول‭ ‬مستقبل‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬مسارات‭ ‬مضمونة‭ ‬النجاح‭.‬

‭ ‬ووفق‭ ‬متابعتي‭ ‬كما‭ ‬الكثيرين‭ ‬لتفاصيل‭ ‬ومحاور‭ ‬اللقاء‭ ‬المهم‭ ‬جدًّا،‭ ‬فإن‭ ‬سموه‭ ‬استند‭ ‬على‭ ‬منطلقات‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهمته‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬المعتمد‭ ‬اليوم‭ ‬لتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬وهي‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬تبدأ‭ ‬بثقة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬الوالد‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬بوابتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬ثقة‭ ‬مرتبطة‭ ‬برؤية‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتتكامل‭ ‬قطعًا‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬والرؤى‭ ‬مع‭ ‬العرفان‭ ‬الجميل‭ ‬بإسهامات‭ ‬خالدة‭ ‬سجلتها‭ ‬سيرة‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.. ‬ذلك‭ ‬السجل‭ ‬المشهود‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬تأسيس‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬وبناء‭ ‬الوطن‭ ‬كمعلم‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬كما‭ ‬وصف‭ ‬سموه‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬معرض‭ ‬استلهام‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬الجوهرية‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نربط‭ ‬إنجازات‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ذلك‭ ‬لأننا‭ ‬اليوم‭ ‬نستعرض‭ ‬توجهات‭ ‬وخارطة‭ ‬مستقبل‭ ‬كما‭ ‬قلنا،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬حين‭ ‬ندرس‭ ‬خطوات‭ ‬سموه‭ ‬لنتعلم‭ ‬منها‭ ‬مراحل‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بالجهود‭ ‬والبرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الواحد،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ركّز‭ ‬عليه‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬الملتقى‭ ‬الحكومي‭ ‬السابقة،‭ ‬واضعًا‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية‭ ‬كمسؤولية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬بحيث‭ ‬تنتظم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العمل‭ ‬لتحقيقها‭ ‬على‭ ‬الكفاءة‭ ‬والفاعلية،‭ ‬ولهذا‭ ‬أسهمت‭ ‬برامج‭ ‬تطوير‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬التي‭ ‬أشرف‭ ‬عليها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬شخصيًّا،‭ ‬وأضاف‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الإدارية‭ ‬الحديثة‭ ‬ما‭ ‬عزّز‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬يمكن‭ ‬اختصارها‭ ‬في‭ ‬التالي‭:‬

القدرة‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بتعزيز‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬وتعزيز‭ ‬المحاسبة‭.‬

‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العنصر‭ ‬الشبابي‭ ‬البحريني‭ ‬وكوادرنا‭ ‬الوطنية‭ ‬المؤهلة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الكفاءات،‭ ‬وهذا‭ ‬يستدعي‭ ‬بالطبع،‭ ‬ضخ‭ ‬الكفاءات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬والعمل‭ ‬المنجز‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬الإدارية،‭ ‬بل‭ ‬وهناك‭ ‬ركيزة‭ ‬مهمة‭ ‬لم‭ ‬يغفلها‭ ‬سموه،‭ ‬وهي‭ ‬التعددية‭ ‬وتنوع‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬كمصدر‭ ‬قوة،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬الميزان‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الكفاءة‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن،‭ ‬وكان‭ ‬سموه‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬كما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع،‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬بقوة‭ ‬ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬بكفاءة‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬المتسلح‭ ‬بالمعارف‭ ‬والعلوم‭ ‬والمهارات‭.‬

استمرار‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬ارتكازًا‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الخدمة‭ ‬الحكومية،‭ ‬فهذا‭ ‬الركن‭ ‬يمثل‭ ‬اللبنة‭ ‬الرئيسية‭ ‬المهيئة‭ ‬والممهدة‭ ‬للمشروعات‭ ‬والرؤى‭ ‬والخطط‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وقد‭ ‬لمسنا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬منظومة‭ ‬التحسينات‭ ‬التي‭ ‬اختصرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسافات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬ببرنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬وتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن،‭ ‬وتوجيه‭ ‬الدعم‭ ‬بكفاءة‭ ‬وعدالة،‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والامتنان‭ ‬لجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬ولسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ولكل‭ ‬مسؤول‭ ‬ومواطن‭ ‬يؤمنون‭ ‬بدور‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬إعلاء‭ ‬صرح‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭.‬