العمل عبادة أيضا يا سادة يا نواب

| زهير توفيقي

لا‭ ‬أعلم‭ ‬كيف‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬أبدأ‭ ‬مقالي‭ ‬اليوم،‭ ‬بصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬الخبر‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬بخصوص‭ ‬عدم‭ ‬عودة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بعد‭ ‬أدائهم‭ ‬صلاة‭ ‬الظهر‭ ‬وعدم‭ ‬إكمال‭ ‬الجلسة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اكتمال‭ ‬النصاب‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬عبارات‭ ‬الشجب‭ ‬والاستنكار،‭ ‬وبكل‭ ‬شفافية‭ ‬ومصداقية‭ ‬أقول‭ ‬لهؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بحضور‭ ‬وإكمال‭ ‬الجلسة‭ ‬إنكم‭ ‬ارتكبتم‭ ‬خطأ‭ ‬لا‭ ‬يغتفر‭ ‬بحقكم‭ ‬قبل‭ ‬غيركم‭! ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنكم‭ ‬لم‭ ‬تلتزموا‭ ‬بأخلاقيات‭ ‬العمل،‭ ‬فأين‭ ‬احترامكم‭ ‬لمشاعر‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬انتخبوكم‭ ‬لتكونوا‭ ‬قدوة‭ ‬ورمزا‭ ‬وطنيا‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم‭!‬

هل‭ ‬يعقل‭ ‬ذلك؟‭ ‬وأي‭ ‬عاقل‭ ‬يقبل‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة؟‭ ‬فبسبب‭ ‬عدم‭ ‬إكمال‭ ‬الجلسة‭ ‬تأجل‭ ‬نصف‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬الجلسة‭ ‬المقبلة‭ ‬وكأن‭ ‬شيئًا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭! ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬سيناريو‭ ‬رفع‭ ‬الجلسة‭ ‬لعدم‭ ‬اكتمال‭ ‬النصاب‭ ‬تكرر‭ ‬للمرة‭ ‬السادسة‭ ‬خلال‭ ‬الدور‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭! ‬بالله‭ ‬عليكم‭ ‬ماذا‭ ‬تريدون‭ ‬أو‭ ‬تتوقعون‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المهازل،‭ ‬تصوروا‭ ‬يا‭ ‬ناس‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬يتكرر‭ ‬للمرة‭ ‬السادسة‭.. ‬برافو،‭ ‬تستحقون‭ ‬رفع‭ ‬القبعة‭!‬

أقول‭ ‬للنواب‭ ‬الذين‭ ‬ذهبوا‭ ‬للصلاة‭ ‬وكانت‭ ‬عندهم‭ ‬‮٤٠‬‭ ‬دقيقة،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬أن‭ ‬تنهوا‭ ‬“أعمالكم‭ ‬الخاصة”‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭! ‬أقول‭ ‬لهم‭ ‬أيضًا‭ ‬إن‭ ‬مصادر‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬تشمل‭ ‬أيضا‭ ‬المصدر‭ ‬الديني،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬أهم‭ ‬مصدر‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الأخلاقيات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬الشريفة‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وفصلت‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬فنحن‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لمسودة‭ ‬أخلاقيات‭ ‬للعمل‭ ‬لتشمل‭ ‬القيم‭ ‬وقواعد‭ ‬السلوك‭ ‬المهني‭ ‬والوصف‭ ‬الوظيفي‭ ‬وكودات‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬ومستلزماتها‭ ‬وتطبيقاتها،‭ ‬كما‭ ‬نحتاج‭ ‬لتحديث‭ ‬أنظمة‭ ‬ممارسة‭ ‬العمل‭ ‬وتعضيدها‭ ‬بالقيم‭ ‬الأخلاقية‭. ‬ومن‭ ‬الأحاديث‭ ‬التي‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬إتقان‭ ‬العمل‭ ‬قول‭ ‬الرسول‭ (‬ص‭) ‬“إن‭ ‬الله‭ ‬يحب‭ ‬إذا‭ ‬عمل‭ ‬أحدكم‭ ‬عملاً‭ ‬أن‭ ‬يتقنه”،‭ ‬وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬الشخصي‭ ‬ان‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬لوائح‭ ‬وقوانين‭ ‬إدارية‭ ‬واضحة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مطبق‭ ‬في‭ ‬قوانين‭ ‬شؤون‭ ‬الموظفين‭ ‬كلائحة‭ ‬الجزاءات‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬الحكومية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتكون‭ ‬رادعًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬عدم‭ ‬الانضباط‭ ‬والالتزام‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منه،‭ ‬ولا‭ ‬تنسوا‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬عبادة‭ ‬أيضا‭ ‬يا‭ ‬سادة‭ ‬يا‭ ‬نواب‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬