الوقايـة خيرٌ من العـلاج

| عبدعلي الغسرة

أعلن‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬مؤخرا‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬دراستها‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬عن‭ ‬تمديد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬حتى‭ ‬الأحد‭ ‬14‭ ‬مارس‭ ‬2021م،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬بتطبيق‭ ‬سياسة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭ %‬،‭ ‬وتطبيق‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬لكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬مع‭ ‬حضور‭ ‬الهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والفنية،‭ ‬وإغلاق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخدمية،‭ ‬ومنع‭ ‬إقامة‭ ‬التجمعات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬30‭ ‬شخصًا‭. ‬وتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬بعد‭ ‬حدوث‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ولأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬كعدم‭ ‬التزام‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بكل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والتدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬والسلالة‭ ‬المتحورة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتأتي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مبدأ‭ ‬“الوقاية‭ ‬خيرٌ‭ ‬من‭ ‬العلاج”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتزام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬التوجهات‭ ‬وأخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬لتجنب‭ ‬زيادة‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬وخفض‭ ‬الحالات‭ ‬القائمة‭. ‬

وكان‭ ‬الناس‭ ‬جميعًا‭ ‬يأملون‭ ‬خيرًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021م‭ ‬وأملا‭ ‬بالتخلص‭ ‬من‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أتى‭ ‬حاملا‭ ‬إرث‭ ‬كورونا‭ ‬بنسخته‭ ‬المتحورة،‭ ‬وأصبح‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬أن‭ ‬نتحمل‭ ‬تبعات‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الأسود‭ ‬وأن‭ ‬نتعايش‭ ‬معه‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر،‭ ‬ولا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬الالتزام‭ ‬بتدابير‭ ‬الدولة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسساتها‭ ‬لأجلنا‭ ‬ولأجل‭ ‬البحرين‭ ‬ومن‭ ‬فيها‭. ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬يعني‭ ‬العبث‭ ‬بحياتنا‭ ‬وبحياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويُشكل‭ ‬ابتعادًا‭ ‬عن‭ ‬قيمنا‭ ‬ووطنيتنا‭ ‬وعقيدتنا‭ ‬التي‭ ‬حثت‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬والتعاون‭ ‬والتعاضد‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬الأمة‭ ‬وأهلها،‭ ‬ويؤدي‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬إلى‭ ‬هلاكنا‭ ‬وهلاك‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وخسائر‭ ‬مُستدامة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭.. ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬استهتار‭ ‬بالحياة‭ ‬وبتعاليم‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬ويردم‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفيروس،‭ ‬وإلى‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬القائمة‭ ‬وبمزيد‭ ‬من‭ ‬الوجع‭ ‬للمصابين‭ ‬والموت‭ ‬لمن‭ ‬يصرعهم‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬المُهلك‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬الالتزام‭ ‬يعني‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬ومَن‭ ‬حوله،‭ ‬والوقاية‭ ‬مِن‭ ‬كل‭ ‬الأمراض،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬التعليمات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬لتجنب‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفيروس‭ ‬وعدم‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬فالوقاية‭ ‬سلاح‭ ‬فعال‭ ‬ورخيص‭ ‬يهب‭ ‬لنا‭ ‬الحياة‭ ‬وأداة‭ ‬مستدامة‭ ‬للحماية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأمراض،‭ ‬فالتزموا‭ ‬وتعاونوا‭ ‬ولا‭ ‬تتهاونوا‭.‬