ياسمينيات

زلابية

| ياسمين خلف

لمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬زلابية،‭ ‬هي‭ ‬شابة‭ ‬مصرية‭ ‬بسيطة،‭ ‬تم‭ ‬التنمر‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فتم‭ ‬فسخ‭ ‬خطوبتها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬صورها،‭ ‬واستهزاء‭ ‬الناس‭ ‬بمظهرها،‭ ‬لن‭ ‬نخوض‭ ‬في‭ ‬تدني‭ ‬أخلاق‭ ‬البعض‭ ‬“الكثير‭ ‬حقيقة”،‭ ‬والذي‭ ‬يدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬التندر‭ ‬والضحك‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬سواءً‭ ‬على‭ ‬أشكالهم‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مظهرهم‭ ‬الشخصي،‭ ‬كتسريحة‭ ‬شعرهم‭ ‬أو‭ ‬طريقتهم‭ ‬في‭ ‬اللبس،‭ ‬فمن‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬عباد‭ ‬الله‭ ‬سخرية،‭ ‬إنسان‭ ‬مريض‭ ‬ولم‭ ‬يأخذ‭ ‬نصيباً‭ ‬جيداً‭ ‬من‭ ‬التربية،‭ ‬ويسيء‭ ‬لنفسه‭ ‬وأهله‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسيء‭ ‬للآخرين‭. ‬

زلابية‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تنشر‭ ‬صورا‭ ‬وفيديوهات‭ ‬أثناء‭ ‬استعدادها‭ ‬للحفل‭ ‬في‭ ‬الصالون،‭ ‬أو‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬خطبتها‭! ‬وفوجئت‭ ‬بانتشارها‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬دون‭ ‬إذنها،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬أصلاً‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬نشرها،‭ ‬فالحفل‭ ‬حضره‭ ‬معازيم‭ ‬كُثر‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الحي،‭ ‬فلم‭ ‬تُلق‭ ‬باللائمة‭ ‬على‭ ‬أناس‭ ‬بعينهم‭.‬‭. ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لزلابية‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬إحساس‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬ودون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬رادع،‭ ‬ودون‭ ‬ذمة‭ ‬أو‭ ‬ضمير‭! ‬إذ‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬تصوير‭ ‬مقطع‭ ‬أو‭ ‬التقاط‭ ‬صورة‭ ‬خلسة‭ ‬لأحدهم،‭ ‬قد‭ ‬يحقق‭ ‬له‭ ‬الشهرة‭ ‬ويحصد‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬“اللايكات‭ ‬والمتابعين”،‭ ‬ومن‭ ‬متابع‭ ‬لآخر‭ ‬يسيء‭ ‬لصاحب‭ ‬المقطع‭ ‬وأهله،‭ ‬فتصل‭ ‬الأمور‭ ‬لهدم‭ ‬البيوت،‭ ‬وهز‭ ‬العلاقات‭ ‬وتصدعها‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لزلابية‭. ‬

هناك‭ ‬من‭ ‬يصور‭ ‬وينشر‭ ‬مقاطع‭ ‬وصورا،‭ ‬وكله‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬حريته‭ ‬الشخصية،‭ ‬ويتناسى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬أناسا‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬صورهم‭ ‬للعامة،‭ ‬والأدهى‭ ‬الفتيات‭ ‬خلال‭ ‬حفلات‭ ‬الأعراس‭ ‬والمناسبات،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتوقفن‭ ‬عن‭ ‬التصوير‭ ‬والنشر،‭ ‬في‭ ‬تعد‭ ‬صارخ‭ ‬على‭ ‬الخصوصيات،‭ ‬فمنهن‭ ‬من‭ ‬تنشر‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحفل،‭ ‬ومنهن‭ ‬من‭ ‬تصور‭ ‬نفسها‭ ‬وهي‭ ‬ترقص‭ ‬متناسية‭ ‬أن‭ ‬وراءها‭ ‬مدعوات،‭ ‬واللواتي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ترغبن‭ ‬بنشر‭ ‬صورهن‭ ‬للعامة‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بملابس‭ ‬السهرة‭ ‬وهن‭ ‬يرقصن‭! ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يحلو‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬خصوصياته،‭ ‬فليضع‭ ‬في‭ ‬حسبانه‭ ‬أن‭ ‬آخرين‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يحبذون‭ ‬ذلك،‭ ‬ويفضلون‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بخصوصياتهم‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬اقتحام‭ ‬تلك‭ ‬الخصوصية‭ ‬وإباحتها‭ ‬للعامة‭.‬

 

ياسمينة‭:

‬لا‭ ‬تعتدوا‭ ‬على‭ ‬خصوصيات‭ ‬غيركم‭.‬