مقاربة بايدن لإنهاء الحرب في اليمن

| بدور عدنان

بات‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نية‭ ‬لجماعة‭ ‬أنصار‭ ‬الله‭ ‬“الحوثي”‭ ‬الجنح‭ ‬للسلم،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تبلور‭ ‬سياسة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬رغبتها‭ ‬الشديدة‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬قراءته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬للحوثي‭ ‬الذي‭ ‬اتخذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬منحى‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكثيف‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬مأرب‭.‬

الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬اختارت‭ ‬التراخي‭ ‬مع‭ ‬الحوثي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تراجعت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الجديد‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬تصنيف‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬كجماعة‭ ‬إرهابية،‭ ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬قبيل‭ ‬أيام‭ ‬معدودة‭ ‬من‭ ‬رحيله،‭ ‬فالرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الحالي‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬الحوثي‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬يمكن‭ ‬حله‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬الحروب‭. ‬ما‭ ‬يجهله‭ ‬أو‭ ‬قرر‭ ‬تجاهله‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬أن‭ ‬تحالف‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬دعا‭ ‬الحوثي‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬عدة‭ ‬للحوار‭ ‬والتفاوض،‭ ‬لكن‭ ‬الحوثي‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يصد‭ ‬ويكابر،‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬خلافات‭ ‬يمنية،‭ ‬فالحوثي‭ ‬يتلقى‭ ‬تعليماته‭ ‬وأوامره‭ ‬من‭ ‬طهران،‭ ‬فهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬إيراني‭ ‬يستهدف‭ ‬المنطقة‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأطراف‭ ‬اليمنية‭ ‬فقط‭.‬

وما‭ ‬التصعيد‭ ‬الحوثي‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬الذي‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬إلا‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬تفيد‭ ‬فيها‭ ‬طهران‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تتفاوض‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ضعف‭!‬

أصبح‭ ‬واضحا‭ ‬اليوم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬اليمنية‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬ملف‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬فطهران‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬تستخدم‭ ‬أذرعها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كأدوات‭ ‬ضغط‭ ‬إقليمية‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ولن‭ ‬تقبل‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬أيا‭ ‬منها‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬وعليه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬اليمني‭ ‬كملف‭ ‬منفصل‭ ‬قرار‭ ‬خاطئ‭ ‬جداً‭ ‬فما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬لأذرع‭ ‬إيران‭ ‬الإرهابية‭.‬