سوالف

التعالي على الصحافة الفنية بسكين “التكتم”

| أسامة الماجد

لا‭ ‬أقيم‭ ‬ولا‭ ‬أنتقد‭ ‬ولا‭ ‬أحلل،‭ ‬لكنني‭ ‬أحاول‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ماهية‭ ‬الحركة‭ ‬الجديدة‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬رموز‭ ‬الدراما‭ ‬الخليجية‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭ ‬ومواقفها‭ ‬الباهتة‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والتعالي‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬ونكران‭ ‬كنز‭ ‬عطائها‭ ‬المتميز‭ ‬والفريد‭ ‬ودورها‭ ‬التاريخي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬الخليجي‭ ‬وإبرازه‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬خطواته‭ ‬الأولى‭.‬

الحركة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أتحدث‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬تجاهل‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬الأوراق‭ ‬والغصون‭ ‬لتتمايل‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الشمس‭ ‬والضوء‭ ‬بمصطلح‭ ‬يمزق‭ ‬الإبداع‭ ‬الخليجي‭ ‬بسكين‭ ‬الغباء‭ ‬وهو‭ ‬“تكتم‭ ‬شديد‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬المسلسل”‭ ‬وقذف‭ ‬لوحة‭ ‬الصحافة‭ ‬بعيدا‭ ‬وطمسها‭ ‬بألوان‭ ‬سوداء،‭ ‬فهم‭ ‬يخافون‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬الرموز‭ - ‬من‭ ‬الصحافة‭ ‬أن‭ ‬تمزق‭ ‬أستار‭ ‬غموض‭ ‬المسلسل‭ ‬وأن‭ ‬تكشف‭ ‬فلسفته‭ ‬الجمالية‭ ‬ودرجة‭ ‬كماله‭ ‬وباب‭ ‬الخلق‭ ‬الفني،‭ ‬وكأننا‭ ‬نحاول‭ ‬عبثا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬شكسبير‭ ‬ونظرته‭ ‬الخاصة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬ومعرفة‭ ‬سبب‭ ‬إعجاب‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قارات‭ ‬الأرض‭ ‬بكتاباته‭ ‬وأعماله،‭ ‬وليس‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬تصوير‭ ‬مسلسل‭ ‬خليجي‭ ‬عادي‭ ‬سينساه‭ ‬المشاهد‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬عرضه‭ ‬بساعات‭ ‬قليلة‭ ‬فقط‭ ‬وسيدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬الضياع‭.‬

الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬يا‭ ‬“رموز‭ ‬الدراما‭ ‬الخليجية”‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬الحياة‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬الحياة‭ ‬نفسها‭ ‬بما‭ ‬انطوت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬دمعة‭ ‬وابتسامة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬القاعدة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للفن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬أن‭ ‬يتلألأ‭ ‬نجمه‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الصحافة،‭ ‬ولماذا‭ ‬نحوم‭ ‬حول‭ ‬الجدول‭ ‬بلهفة‭ ‬المحب،‭ ‬نسألكم‭ ‬هنا‭.. ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬تكريمكم‭ ‬ومنحكم‭ ‬الجوائز‭ ‬والأوسمة‭ ‬تبحثون‭ ‬عن‭ ‬الصحافة‭ ‬بشكل‭ ‬مثالي‭ ‬لنشر‭ ‬خبر‭ ‬التكريم‭ ‬وتتحول‭ ‬مكاتبكم‭ ‬الإعلامية‭ ‬ومؤسساتكم‭ ‬الإنتاجية‭ ‬إلى‭ ‬أجنحة‭ ‬كبيرة‭ ‬تغطي‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬لنشر‭ ‬الخبر‭ ‬والتعريف‭ ‬بالقوة‭ ‬الخالدة‭ ‬والعقل‭ ‬المبدع،‭ ‬لكن‭ ‬حين‭ ‬تطلب‭ ‬الصحافة‭ ‬وبدافع‭ ‬رسالتها‭ ‬النبيلة‭ ‬وهدفها‭ ‬الأسمى‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬تصوير‭ ‬مسلسلكم‭ ‬ليس‭ ‬لنقل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬إنما‭ ‬بما‭ ‬يلائم‭ ‬أحقية‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬يتابعها،‭ ‬نجدكم‭ ‬غير‭ ‬مكترثين‭ ‬ومنزعجين‭ ‬وكأن‭ ‬الصحافة‭ ‬مصيبة‭ ‬أو‭ ‬كارثة‭.‬

سر‭ ‬القاعدة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يكونها‭ ‬الفنان‭ ‬هو‭ ‬تواضعه‭ ‬للصحافة‭ ‬وتقديرها‭ ‬وترديد‭ ‬موسيقاها‭ ‬الجميلة‭ ‬على‭ ‬أسماع‭ ‬الدنيا‭.‬

جملة‭ ‬للتاريخ‭.. ‬حينما‭ ‬علم‭ ‬المخرج‭ ‬القدير‭ ‬أحمد‭ ‬يعقوب‭ ‬المقلة‭ ‬خلال‭ ‬تصوير‭ ‬مسلسل‭ ‬“ظل‭ ‬الياسمين”‭ ‬أن‭ ‬فريق‭ ‬إنتاج‭ ‬المسلسل‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬لأحد‭ ‬الصحافيين‭ ‬بدخول‭ ‬الموقع‭ ‬وإرغامه‭ ‬على‭ ‬المغادرة،‭ ‬أوقف‭ ‬التصوير‭ ‬ووبخ‭ ‬فريق‭ ‬الإنتاج‭ ‬واتصل‭ ‬شخصيا‭ ‬بالصحافي‭ ‬ودعاه‭ ‬إلى‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭.‬