فجر جديد

موسم عودة اللصوص إلى العمل

| إبراهيم النهام

‭  ‬من‭ ‬القصص‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحظ‭ ‬وغرائبه،‭ ‬حكاية‭ ‬شابة‭ ‬“عربية”‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬معقول‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬والحسن،‭ ‬تنافس‭ ‬شابان‭ ‬للزواج‭ ‬بها،‭ ‬ولم‭ ‬تسد‭ ‬هذا‭ ‬التنافس‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬يعرف‭ ‬بها‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬البلاد،‭ ‬لتنتهي‭ ‬بمعركة‭ ‬طاحنة‭ ‬بالمسدسات‭ ‬والبنادق،‭ ‬انتهت‭ ‬بمقتل‭ ‬10‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬القرية،‭ ‬منهم‭ ‬العريسان‭.. ‬بعدها‭ ‬بأسابيع‭ ‬قليلة،‭ ‬زفت‭ ‬هذه‭ ‬الشابة‭ ‬إلى‭ ‬شاب‭ ‬آخر،‭ ‬أخذها‭ ‬“باردة‭ ‬مبردة”‭ ‬دون‭ ‬عناء،‭ ‬أو‭ ‬رفع‭ ‬سلاح،‭ ‬والتساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يطرحه‭ ‬الكثيرون‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬وبالبنط‭ ‬العريض‭: ‬هل‭ ‬تستحق‭ ‬المرأة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التضحيات؟

‭  ‬تأخذنا‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بسوء‭ ‬الحظ‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬بعض‭ ‬ساعات‭ ‬النشوة‭ ‬بالنصر‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬حقيقية،‭ ‬منها‭ ‬قصة‭ ‬شاب‭ ‬مصري‭ ‬تمكنت‭ ‬مباحث‭ ‬السويس‭ ‬من‭ ‬ضبطه‭ ‬أثناء‭ ‬مروره‭ ‬بأحد‭ ‬الأمكنة‭ ‬وهو‭ ‬يقود‭ ‬سيارة‭ ‬مسروقة‭. ‬العجيب‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬اعتراف‭ ‬اللص‭ ‬بسرقتها،‭ ‬عثر‭ ‬الشرطة‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬محشوة‭ ‬في‭ ‬أكياس‭ ‬بشنطة‭ ‬السيارة‭ ‬المسروقة،‭ ‬تعود‭ ‬ملكيتها‭ ‬لصاحب‭ ‬السيارة‭ ‬الأصلي‭ ‬الذي‭ ‬أنكرها‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اقتيد‭ ‬اللص‭ ‬المسكين‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬بتهمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالمخدرات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سجل‭ ‬ضده‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة‭.‬

‭  ‬وصف‭ ‬أحد‭ ‬التقارير‭ ‬الصحافية‭ ‬اللبنانية‭ ‬موسم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس،‭ ‬بموسم‭ ‬عودة‭ ‬اللصوص‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬وصف‭ ‬رفع‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬رسومها‭ ‬بنسبة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬25‭ % ‬بجشع‭ ‬لصوص‭ ‬العلم‭. ‬بل‭ ‬وإقدام‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أصوات‭ ‬أعضاء‭ ‬لجان‭ ‬أمور‭ ‬الطلبة‭ ‬بها،‭ ‬لضمان‭ ‬تمرير‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات،‭ ‬وتمهيد‭ ‬عملية‭ ‬السطو‭ ‬على‭ ‬جيوب‭ ‬أهالي‭ ‬الطلاب،‭ ‬كما‭ ‬يصف‭ ‬التقرير‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬استذكرت‭ ‬قصة‭ ‬“اللص‭ ‬الشريف”‭ ‬وهو‭ ‬لص‭ ‬أميركي‭ ‬محترف،‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يخطف‭ ‬حقيبة‭ ‬سيدة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬دولار،‭ ‬وعندما‭ ‬تفحص‭ ‬محتوياتها‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬صاحبتها‭ ‬مريضة‭ ‬بمرحلة‭ ‬متأخرة‭ ‬بالسرطان،‭ ‬وتعول‭ ‬أطفالاً،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اتصل‭ ‬بها،‭ ‬وترك‭ ‬لها‭ ‬الحقيبة‭ ‬بكامل‭ ‬محتوياتها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدد‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭.‬

هذه‭ ‬القصة‭ ‬توجز‭ ‬لصوصهم‭ ‬ولصوص‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرحمون‭ ‬لا‭ ‬كبيرا‭ ‬ولا‭ ‬كهلا‭ ‬ولا‭ ‬صغيرا،‭ ‬لأجل‭ ‬اتخام‭ ‬ثرواتهم،‭ ‬فمتى‭ ‬تظهر‭ ‬الرحمة‭ ‬بقلوبهم؟‭.‬