خامنئي.. فبركة الانتخابات والأيام الصعبة (1)

| عباس صنوبري

إن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالانتخابات‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬الملالي‭ ‬ليس‭ ‬بمعناه‭ ‬الحقيقي‭ ‬المتداول‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وفي‭ ‬ثقافة‭ ‬مفرداته‭ ‬السياسية‭ ‬حذف‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬اسم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬واستبدلها‭ ‬بـ‭ ‬“الديمقراطية‭ ‬الدينية”،‭ ‬وتعني‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الدينية‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحكم‭ ‬الشعب‭ ‬للشعب‭.‬

ونظرًا‭ ‬للملكية‭ ‬المطلقة‭ ‬للولي‭ ‬الفقيه،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لأبناء‭ ‬الوطن‭ ‬حق‭ ‬الاختيار‭ ‬أو‭ ‬يكونوا‭ ‬مؤثرين،‭ ‬ويختار‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬بعض‭ ‬عناصره‭ ‬الموالين‭ ‬له‭ ‬لسحب‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬مفبركة‭.‬

ومن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام،‭ ‬أنه‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬جعل‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬الموصى‭ ‬بها‭ ‬أمرًا‭ ‬واقعًا‭ ‬محكمًا‭ ‬تتم‭ ‬تصفية‭ ‬العناصر‭ ‬المختارة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬بعض‭ ‬كبار‭ ‬الملالي‭ ‬فيها‭ ‬وإضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬المؤسسي‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬مجلس‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور‭ ‬للرقابة،‭ ‬والبقاء‭ ‬على‭ ‬أكثرهم‭ ‬ولاءً‭ ‬للولي‭ ‬الفقيه،‭ ‬وعلى‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬خامنئي‭ ‬هم‭ ‬عناصر‭ ‬متميزة‭ ‬بالإيمان‭ ‬الصادق‭ ‬والالتزام‭ ‬العملي‭.‬

من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬القرووسطائية‭ ‬هذه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬أن‭ ‬يصطفوا‭ ‬فقط‭ ‬يوم‭ ‬الانتخابات‭ ‬أمام‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬لكي‭ ‬يتظاهر‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬دعايته‭ ‬أنه‭ ‬لديه‭ ‬قاعدة‭ ‬شعبية‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬يقبل‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الاستبدادي،‭ ‬والحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬خامنئي‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬وحيوية‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الدعاية‭ ‬لتجميل‭ ‬الوجه‭ ‬القبيح‭ ‬لنظام‭ ‬حكمه‭ ‬الفاشي،‭ ‬وأطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬“قدرة‭ ‬النظام”‭.‬

واتخذ‭ ‬خامنئي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬فشل‭ ‬فيها‭ ‬جميعًا‭ ‬فشلًا‭ ‬ذريعًا،‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬إثباته‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭ ‬الحكومية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحشد‭ ‬حتى‭ ‬أجراء‭ ‬النظام‭ ‬له‭. ‬“مجاهدين”‭.‬