قضايانا المصيرية والتأرجح بين الديمقراطيين والجمهوريين

| عبدالنبي الشعلة

بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬التصويت،‭ ‬وقبل‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الفرز‭ ‬وإعلان‭ ‬النتائج‭ ‬وما‭ ‬تبع‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬حولها،‭ ‬رحبنا‭ ‬بالرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الصفحات،‭ ‬وكانت‭ ‬لنا‭ ‬وقتها‭ ‬قراءة‭ ‬للخطوات‭ ‬والسياسات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتبناها‭ ‬بعد‭ ‬تثبيته،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬القراءة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بعيدة‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬الآن‭.‬

وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬انتهت‭ ‬بالفشل‭ ‬محاولة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الثانية‭ ‬لتجريم‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭. ‬وقبل‭ ‬يومين‭ ‬بالتحديد،‭ ‬اكتمل‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬غادر‭ ‬ترامب‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ودخله‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬في‭ ‬اجواء‭ ‬غير‭ ‬معتادة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬وأشبه‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬بأجواء‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬بل‭ ‬أسوأ‭ ‬منها؛‭ ‬فقد‭ ‬اتسمت‭ ‬إجراءات‭ ‬انتقال‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬بأحداث‭ ‬مؤسفة‭ ‬عميقة‭ ‬الدلالات‭ ‬والمعاني،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬خلخلة‭ ‬هيبة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬واهتزاز‭ ‬ثقة‭ ‬حلفائها‭ ‬بها،‭ ‬وكان‭ ‬أكثر‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬تأثيرًا‭ ‬وأشدها‭ ‬صدمة‭ ‬اقتحام‭ ‬المتظاهرين‭ ‬لمبنى‭ ‬الكونغرس‭ ‬الذي‭ ‬يعتبره‭ ‬الكثيرون‭ ‬رمز‭ ‬أو‭ ‬قلعة‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحر،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭.‬

لقد‭ ‬ألقى‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‭ ‬بظلال‭ ‬الشك‭ ‬على‭ ‬صلابة‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الأميركي،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬العصيان‭ ‬على‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الانتخابي،‭ ‬والتمرد‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أنصار‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب؛‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬تصويت‭ ‬وتأييد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬74‭ ‬مليون‭ ‬ناخب‭ ‬أميركي؛‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬بدورهم‭ ‬ثقلًا‭ ‬وفكرًا‭ ‬يقف‭ ‬وراءه‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬الأميركي‭.‬

وعندما‭ ‬ينقسم‭ ‬المجتمع‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة،‭ ‬وتتناثر‭ ‬الأوراق‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬سياسي‭ ‬هام‭ ‬يخص‭ ‬أكبر‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬احتمالا‭ ‬قويا‭ ‬لحدوث‭ ‬انعطافات‭ ‬بنيوية‭ ‬أساسية‭ ‬وتطورات‭ ‬مفصلية‭  ‬تمس‭ ‬وتطال‭ ‬الجميع،‭ ‬وتُنبئ‭ ‬بتغيرات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬العالمي‭ ‬

مما‭ ‬يتطلب‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬المرتقب

والتعامل‭ ‬مع‭ ‬أبطال‭ ‬وممثلين‭ ‬جدد‭ ‬سيصعدون‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي‭. ‬

‭ ‬ورغم‭ ‬قناعتنا‭ ‬بخطورة‭ ‬ما‭ ‬حصل،‭ ‬فإننا‭ ‬كأصدقاء‭ ‬وحلفاء‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬واثقون‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬ستتمكن‭ ‬من‭ ‬تخطي‭ ‬وتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الكبوة،‭ ‬وستعود‭ ‬للإمساك‭ ‬بزمام‭ ‬قيادة‭ ‬العالم؛‭ ‬لأننا‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬النظام‭ ‬الأميركي‭ ‬بمؤسساته‭ ‬وقنواته‭ ‬الدستورية‭ ‬وتراثه‭ ‬الديمقراطي‭ ‬يمتلك‭ ‬الوسائل‭ ‬والآليات‭ ‬التي‭ ‬ستمكنه‭ ‬من‭ ‬تصحيح‭ ‬الإنحراف‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭.‬

وسنظل‭ ‬من‭ ‬الداعمين‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬لتعزيز‭ ‬وتوطيد‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬والتحالف‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬ضرورة‭ ‬إخضاع‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليها‭ ‬علاقاتها‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للمراجعة‭ ‬والتقييم‭ ‬الدوري‭ ‬المنتظم‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬أفرزتها‭ ‬التطورات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬ساحة‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬فيها‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬والتي‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬بدون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬تبعات‭ ‬وترددات‭ ‬مستقبلية؛‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تجعل‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬مستقبل‭ ‬قضاياها‭ ‬المصيرية‭ ‬مرهونا‭ ‬بالثقة‭ ‬الكاملة‭ ‬والاعتماد‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬نظامها‭ ‬الديمقراطي‭ ‬عرضة‭ ‬للتقلب‭ ‬السريع‭ ‬والانحراف‭ ‬الحاد‭ ‬والتأرجح‭ ‬بين‭ ‬السياسات‭ ‬المتضاربة‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين؛‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التلاعب‭ ‬والتفريط‭ ‬بالقضايا‭ ‬المصيرية‭ ‬للشعوب‭.‬

وإذا‭ ‬أصبحنا‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬تام‭ ‬وقبلنا‭ ‬بواقع‭ ‬أن‭ ‬علاقاتنا‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستبقى‭ ‬خاضعة‭ ‬ومربوطة‭ ‬بمنظومة‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬فهل‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬أو‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬والتعايش‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬وتحول‭ ‬وتقلب‭ ‬نظرة‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬لهذه‭ ‬المنظومة‭ ‬من‭ ‬المصالح؟‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬سياسة‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وبيع‭ ‬أحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬للسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬نطاق‭ ‬خدمة‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬ترامب؛‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الجديد‭ ‬بايدن‭.‬

إن‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬أكدت‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬السياسات‭ ‬الأميركية‭ ‬أصبحت‭ ‬عرضة‭ ‬للتقلبات‭ ‬والانحرافات‭ ‬الحادة‭ ‬والمتناقضة،‭ ‬وأن‭ ‬المجتمع‭ ‬الأميركي‭ ‬صار‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬التصدع‭ ‬والانشقاق‭ ‬والازدواجية،‭ ‬فأصبح‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬أميركا‭ ‬بواقعها‭ ‬وبوجهها‭ ‬الحقيقي،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬دولة‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للانقضاض‭ ‬العنيف‭ ‬على‭ ‬صروح‭ ‬القانون‭ ‬وأقدس‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬المجتمع‭ ‬المثالي‭ ‬الذي‭ ‬ينعم‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬بالعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬مجتمع‭ ‬يشهد‭ ‬تنامي‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف،‭ ‬وموغل‭ ‬في‭ ‬التفرقة‭ ‬والتهميش‭ ‬والتمييز‭ ‬ضد‭ ‬الأقليات‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الأقلية‭ ‬السوداء،‭ ‬وسكانها‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬البشرة‭ ‬غير‭ ‬البيضاء‭ ‬والذي‭ ‬كشفه‭ ‬مقتل‭ ‬جورج‭ ‬فلويد‭ ‬الأميركي‭ ‬الأسود‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬شرطي‭ ‬أبيض‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬مينيسوتا‭ ‬وأشعل‭ ‬موجة‭ ‬عارمة‭ ‬من‭ ‬المظاهرات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬وأعمال‭ ‬العنف‭ ‬والتخريب،‭ ‬التي‭ ‬أبرزت‭ ‬بدورها‭ ‬وبشكل‭ ‬فاضح‭ ‬تورط‭ ‬وضلوع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوقية‭ ‬واسعة‭ ‬داخل‭ ‬أراضيها‭ ‬وضد‭ ‬مواطنيها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ارتكابها‭ ‬لخروقات‭ ‬صارخة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تعاملاتها‭ ‬وممارساتها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬وسياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬الانتقائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تنحاز‭ ‬وتتمحور‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬بمصالحها‭ ‬وأهدافها‭ ‬فقط‭ ‬وليس‭ ‬بالقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬والحقائق‭ ‬قوضت‭ ‬مصداقية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحده،‭ ‬وستحد‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬من‭ ‬انشغال‭ ‬بايدن‭ ‬واهتمامه‭ ‬بقضايا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي،‭ ‬فهو‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬واقع‭ ‬وسجل‭ ‬أميركا‭ ‬الداخلي‭ ‬وسياستها‭ ‬الخارجية‭.‬

وعندما‭ ‬نقول‭ ‬ذلك،‭ ‬فإننا‭  ‬لا‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتقاعس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانت‭ ‬حلفائها،‭ ‬أو‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬للأنظمة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وقضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬مشلولة‭ ‬وعاجزة‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬الأنظمة‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬أو‭ ‬الأوتوقراطية‭ ‬أو‭ ‬الثيوقراطية‭ ‬والتصدي‭ ‬لممارساتها‭ ‬القمعية‭ ‬وخروقاتها‭ ‬وتجاوزاتها‭ ‬المحلية‭ ‬والاقليمية‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقعية‭ ‬والمنطق‭ ‬وضرورة‭ ‬مراعاة‭ ‬مصالحنا‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نضع‭ ‬كل‭ ‬بيضنا‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬واحدة،‭ ‬ولا‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الخيارات‭ ‬والبدائل‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬نحتاج‭ ‬إليها‭ ‬مستقبلًا‭.‬