مُلتقطات

ما بين الكواري والخنيزي... بمركز “بوماهر” الصحي

| د. جاسم المحاري

حيّ‭ ‬“حالة‭ ‬بوماهر”‭ ‬الذي‭ ‬اندمج‭ ‬سكانه‭ ‬جغرافياً‭ ‬بجزيرة‭ ‬المحرق‭ ‬بعد‭ ‬التوسع‭ ‬الساحلي،‭ ‬كان‭ ‬جزيرة‭ ‬منفصلة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬المدن‭ ‬المحرق‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬كموطن‭ ‬تاريخي‭ ‬بقلعتها‭ ‬الشهيرة‭ ‬–‭ ‬قلعة‭ ‬بوماهر‭ ‬التي‭ ‬بناها‭ ‬البرتغاليون‭ ‬عام‭ ‬1840م‭ - ‬التي‭ ‬تتوسط‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬طريق‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الشهير‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وتثبيتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسكو‭ ‬كإحدى‭ ‬مواقع‭ ‬التراث‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬أهمية‭ ‬تاريخية‭ ‬كبيرة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬صغر‭ ‬مساحتها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭. ‬

وبرز‭ ‬في‭ ‬حيّ‭ ‬الحالة‭ ‬“كما‭ ‬تعارف‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬اختصاراً”‭ ‬مركز‭ ‬“حالة‭ ‬بوماهر”‭ ‬الصحي‭ ‬كمعلم‭ ‬آخر‭ ‬يُلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬9‭ ‬مجمعات‭ ‬سكنية‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬بدأ‭ ‬تشغيله‭ ‬الفعلي‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2014م‭ ‬لتقديم‭ ‬خدماته‭ ‬الصحية‭ ‬خلال‭ ‬فترتي‭ ‬الصباح‭ ‬والمساء‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬عياداته‭ ‬العامة‭ ‬والعيادات‭ ‬التخصصية‭ ‬الأخرى‭ ‬كالسكر‭ ‬والأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬والكشف‭ ‬المبكر‭ ‬والأشعة‭ ‬والصيدلية‭ ‬والمختبر‭ ‬والعلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬ورعاية‭ ‬الطفولة‭ ‬والأمومة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أقسام‭ ‬البحث‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتثقيف‭ ‬الصحي‭ ‬والتمريض‭ ‬والأسنان‭.‬

وتكاد‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬عيادة‭ ‬طبّ‭ ‬الأسنان‭ ‬بما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬طبيب‭ ‬ومساعد‭ ‬طبيب‭ ‬وفني‭ ‬وأخصائي‭ ‬–‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهمّ‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬تعوزها‭ ‬المهارات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬تعاملاً‭ ‬قريباً‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬وتفرض‭ ‬تواصلاً‭ ‬مباشراً‭ ‬معه‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والانسجام‭ ‬أثناء‭ ‬إجراء‭ ‬العلاجات‭ ‬السنيّة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بطبّ‭ ‬الفم‭ ‬والتقويم‭ ‬والعصب‭ ‬واللثة‭ ‬وغيرها‭ ‬بعد‭ ‬أخذ‭ ‬التاريخ‭ ‬الطبي‭ ‬وعمل‭ ‬الفحوصات‭ ‬التشخيصية‭ ‬للحالات‭ ‬المترددة،‭ ‬ومن‭ ‬ثَمَّ‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬العلاجية‭ ‬المناسبة‭.‬

يبقى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قسم‭ ‬الأسنان‭ ‬بمركز‭ ‬“حالة‭ ‬بوماهر”‭ ‬الصحي‭ ‬بمدينة‭ ‬المحرق‭ ‬عيناً،‭ ‬يعود‭ ‬لمناسبة‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬الطبية‭ ‬اللافتة‭ ‬التي‭ ‬أفاضت‭ ‬بها‭ ‬جميع‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬–‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ - ‬بكفاءة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير،‭ ‬حيث‭ ‬تصدرت‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬أخصّ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬عيادتا‭ ‬تقويم‭ ‬ومعالجة‭ ‬عصب‭ ‬الأسنان‭ ‬اللتان‭ ‬تجلّت‭ ‬فيهما‭ ‬أبهى‭ ‬الدورس‭ ‬في‭ ‬إنسانية‭ ‬الطب،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬“الدينامو”‭ ‬الثنائي‭ ‬الشبابي‭ ‬البحريني‭ ‬القدير‭ ‬الدكتورة‭ ‬غادة‭ ‬الكواري‭ ‬والدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬الخنيزي‭ ‬بمعية‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬معهما،‭ ‬حيث‭ ‬أظهروا‭ ‬رعاية‭ ‬فائقة‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬معاني‭ ‬الرحمة‭ ‬أثناء‭ ‬معالجة‭ ‬مرضاهم‭.‬

نافلة‭: ‬

تتوالى‭ ‬المُنجزات‭ ‬التي‭ ‬تتجسد‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الحقل‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أظهرتْ‭ ‬طواقمه‭ ‬الطبية‭ ‬عطاء‭ ‬غير‭ ‬محدود،‭ ‬فرضته‭ ‬طبيعة‭ ‬عملها‭ ‬الإنساني‭ ‬الفريد،‭ ‬لكوادر‭ ‬وطنية‭ ‬استحقّت‭ ‬لقب‭ ‬“ملائكة‭ ‬رحمة”‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظرف‭ ‬الاستثنائي‭ ‬العصيب،‭ ‬الذي‭ ‬فاق‭ ‬الحسّ‭ ‬الإنساني‭ ‬فيها‭ ‬مستويات‭ ‬تُضارع‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬الطبي،‭ ‬ما‭ ‬تجلّى‭ ‬في‭ ‬إشادة‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬الدكتور‭ ‬“تيدروس”‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬